قصة قصيرة / ناصر المصاروة

قصة قصيرة
حمل الرعاة متاعهم على ظهور الجمال وساروا بقافلة وسط الصحراء القاحلة وتحت حر الشمس الملتهبة متوجهين الى مضاربهم حيث الماء والظلال والمراعي.
أحد الجمال بدأت تظهر عليه اعراض الاعياء والتعب فبدأ يتململ تارة ويتقهقر بالمسير تارة أخرى.
فكان الرعاة يتناوبون على هذا الجمل، كلما تقهقر يجلدونه بالسياط والعصي فيشد عزمه ويلتحق بالجمال ويسبقها احيانا، وضلوا على هذا الحال حتى وصلوا المضارب مع آخر النهار.
وما أن وصلوا حتى سقط الجمل صريعا وسقط الحمل عن ظهره وإذ بثعبان كان قد تسلل بين الحمل وظهر الجمل، فكان كلما شعر الثعبان بالحر أو مال الحمل وضغط على ذيله غرس أنيابه وبث سمومه في جسد الجمل.
ولكن الجمل بقي صامدا حتى قضى نحبه وانهى مهمته.
نظر الرعاة الى الجمل الشهيد وقال شاعرهم:
سار بعرض الركب في بطحائها
والشمس تلهب والرمضاء تشتعل
****
والأقرع الملعون يغرس نابه
والسم يسري في جنبيه ينتشل
****
ومشى بحزم ممشوقا بهامته
لم يثنه ألم أو ينأى به حمل
****
لله درك ذو عزم وذو جلد
كما (الأردن) صبور انت يابطل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى