“قردة” الحكومة و”طحينات” المواطن

مقال الثلاثاء 17-10-2017
النص الأصلي
” قردة ” الحكومة و”طحينات” المواطن
بقيت أسمع المثل طويلاً ولا أفهم معناه “فلان حاط قردته ع طحيناتنا”..حتى جاءت الحكومة وفسّرته لنا حرفياً…فهي هذه الأيام تضع الحكومة “قردة كل المديونية” والإخفاقات السابقة وفساد المسؤولين السابقين وفشلها في تحصيل أموال الدولة على “خبزات” المواطن التي يسند فيها جوعه الأخير ويلهي بها أفواه أطفاله، مدعية أن الدعم هو سبب التراجع الاقتصادي والمديونية العالية والنزف المالي..
معنى المثل “القردة والطحينات” ؛”السلبطة” والاستقصاد والانتقائية في الانتقام ،وهي جميعها تتجلى بخطوات الحكومة/ وكل الحكومات التي سبقتها تحت مبرر ضعيف وواهٍ ومكشوف لنا جميعاً “الإصلاح الاقتصادي”..نحن نفهم الإصلاح هو التحسين وتعمير الخراب لا الزيادة في سوء الحال وتوسيع الخراب..منذ أن رفعوا راية الإصلاح الاقتصادي، لم نر خيراً؛ المديونية بارتفاع والبطالة بارتفاع والفساد بارتفاع والشعب يضيق عيشه يوماً بعد يوم..ماذا بقي من كلمة إصلاح؟؟ وإذا ما سألتهم عن السبب يتحججون..بالربيع العربي وانقطاع الغاز المصري وعبء اللجوء…وهذه كذبة ثلاثية لا معنى لها..حتى لو أصيب أحدهم بــ”الباسور” وسألته من شو ؟؟ سوف يقول: بسبب الربيع العربي وانقطاع الغاز المصري وعبء اللجوء..
**
هم يتحدّثون عن ما قيمته ( 170) مليون دينار إجمالي دعم الخبز، ويفكّرون إذا ما رفعوا الخبز على اللاجئين وعلى العمال المصريين ووجهوا الدعم الى الأردنيين لسنة او أقل ثم “حلقوا لهم” سيوفرون هذا المبلغ..وهذه أكذوبة ثانية هم من اختلقها وهم من صدقها وهم من يروج لها..لأنه بالأرقام المثبتة قد ارتفع العجز المالي في الموازنة العامة، بعد المنح، لنهاية آب (أغسطس) من العام الحالي إلى حوالي 6ر648 مليون دينار مقابل عجز مالي قدره 372 مليون دينار للفترة ذاتها من العام 2016..يعني الأمور تمضي نحو الأسوأ والــ(170) مليون دينار ثمن (خبزات المواطن) لن تسدّ من العجز شيئاً ولن تجعلنا ماليزيا او سنغافورة…اذا كان رغيفي سيجعلكم من “نمور آسيا” سأنذر لكم صومي مدى الحياة…لكنكم تكذبون..وانتم تعرفون انكم تكذبون..
خبزات المواطن ليست “غصّة” في حلق الإصلاح، ضبط النفقات ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال العامة هي التي ستسد عجزكم وتخفف من مديونيتكم..أنتم تقتربون من السياج الأخير الذي يلجم صبر المواطن عليكم وصمته على فشلكم ..إياكم و”الاجتياح” لأنه اذا انفلتت الأمور من عقالها لن يلمّها أحد…
نصيحة تاريخية لمن يحب ان يقرأ : لا تكونوا كبني إسرائيل ضيّقوا على أنفسهم فضيّق الله عليهم..
وغطيني يا كرمة العلي..

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى