قرابتي عوض 1 / ماجد توهان الزبيدي

قرابتي عوض المريعي وتعلّم الإتيكيت في المانيا الغربية!
(قصة زواج عوض من “هيلين”وموتهالمفاجىء)
(1) جلست صباح يوم السبت الماضي أمام التلفزيون ،وإستهواني تحقيق عن تخصيص سيدة أسترالية قاعات بيتها لتعليم فنون الإتيكيت في الطعام والشراب والمجاملات العاطفية للشباب من كلا النوعين ،وخاصة تناول الطعام بالشوكة والسكين وطريقة المضغ!!
وقد رحت في غفوة طويلة ،مر خلالها طيف ولد خالتي عوض المريعي – رحمه الله – إبان عيشه في المانيا الغربية منذ اواسط سبعينيات القرن العشرين إلى اواسط ثمانينياته!عندما عاش خلالها مع زوجته “هيلين كارل فيخت”!
كانت “هيلين “تكبره بثلاثين سنة بالتمام والكمال ،وتزيده وزنا بثمانين كيلو غرام ،ويزيد محيط خصرها عن محيط خصره ،بعشرة أضعاف ،وهي امور قبل بها الرجل ،مُضطرا او “مُكرها أخاك لابطل”-كما تقول العرب-!عندما وجد نفسه ،وسط برلين ،لايحسن سوى لهجة “هرعه”و”المآخوذ” “وبسكّ تيجي حارتنا “،وخلو جيبه سوى من ثلاثين “نيرة”،بعدما أوصله المهربون لحدود المانيا ،ثم تناوله آخرون لوسط المدينة ،بعدما باع خلسة عشرين راس حلال كان والده المرحوم ابو سالم ،يفاخر بها الحمائل الأخرى!
كان عوض قبل هجرته لبلاد الألمان يعمل مساعدا للقنواتي خميس سعد المريعي ،بعدما سال لعابه لأشهر طويلة كي يتم توظيفه في هذا العمل ،بعدما احرجه ملفه التعليمي عن دخول أية وظيفة رسمية ،إذ هو هارب من الصف الرابع الأساسي ،الشعبة “ه”،وكل تميّزه كان في حسن صوته الغنائي وراء عازف “المجوز”ابو راضي المصري،وكثيراماكان في الليلة الواحدة يعمل في عرس في “خربة الوادي المحروق”،وآخر في “معسكر حنفية أل16″!وكان عدد المعجبات به ،يزيد عن المئة بنت و”حرمه” مطلقة وغير مطلقة ،يتوزعن من بلدة “كريمة وأختيها زريفة ورهيجة “وصولا لبلدات “زئلاب” و”إئليعات”(زقلابوقليعات) وأنتهاءا ببلدة الفتيات ذوات العيون الزرقاء والخضراء والشعر الأشقر “الخرّاوية”،ليس فقط لجمال صوته الغنائي ورمزية معاني اغانيه ،بل ،لسرواله “الشارلستون” الأصفر والقميص الأحمر،وسوالفه النازلة قرب شواربه المعكوفة ،وحركات عيونه ،و”طعجاته”عندما يمسك بينهن دبكة “حبل موّدع”،واخذه باللز ،تارة على صبحية ،وتارة على سعدية!
اصبح الرجل في المقبرة ،منذ اكثر من ثلاثين سنة ،ولا تجوز عليه سوى الرحمة ،لكن ذلك كان من قبيل بيان أحوال الرجل قبل إقترانه بصاحبة المقدمة الرهيبة:مقدمةإبن خلدون، والخلفية الثقافية العريضة :خلفية طه حسين،،الألمانية”هيلين” التي أخذت على عاتقها تنجير ولدنا الغوراني “عوض”،وتعليمه فعليا أصول تناول الطعام بالشوكة والسكين!
كان عوض رحمه الله ،قبل هجرته يتناول أصناف محددة من الطعام مثله مثل معظم مواطني القبيلة في “جورة الإنهدام “و”معسكر حنفية ال 16” ،وتتركز على “المشوطّة” وكوسا ببندورة”و”بطاطاببندورة”و”فول ببندورة” و”رز ببندورة “أو “مبسوطة”و”بيتنجانببندورة”و”زهرة ببندورة” و”بيض ببندورة”(يلعن دين عرض البندورة!!!)!وكانت أداة التغميس في كل الأصناف السابقة”العالمية “هي الخبزباليد،ولا شيء غير الخبز!! تماما كإخواننا البنغال والهنود والباكستانيين والسيرلانكيينوالنيباليين وما جاورهم!
يعد الدروس العملية التي طبقتها “مدام هيلين “على نفسها في إستخدام “الشوكة والسكين”،تولت إطعام بعلولتها “عوض” بالأداتين الرهيبتين المذكورتين ،بيدها ،وما أن وضعت اللقمة الأولى على رأس الشوكة،على تماس مباشر مع “براطمه”، حتى إنقَض ّعليها ولدنا الفحل بمغارته ،عفوا ،بجالوقه،عفوا ب”فمه”،إنقضاض الأسد على فريسته الغزال!فعلق رأس الشوكة بمقدمة لسانه،وسال فورا الدم بغزارة على جسده وجسد قرينته الرشيقة ،فأغمي عليها –ياحرام- ،بينما ركض هو يطرق ابواب الجيران ،وكلما فتحت له عجوز ، الباب ،خرّت مغشيا عليها !إلى أن نقله جاره في الطابق الأسفل ،العامل في حدائق “برلين” السيد “جورج ستراوش” مع الشوكة العالقة بطرف لسانه ، فورا بسيارته ،الى المشفى الحكومي العام!(يتبع)

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى