قد بدأتْ

مقال الخميس 22-11-2018
قد بدأتْ
حسناً، مرّ قانون ضريبة الدخل، بطاعة “المطيعين”، كما مرّ قبله رفع سعر الخبز بحجة سدّ عجز الموازنة وإنعاش الخزينة ، فزادت المديونية وزاد الجوع ، وكما مرّ قبله تحرير سعر البترول تحت حجة سدّ عجز الموازنة وإنعاش الخزينة فزادت المديونية وزاد الجوع..
نحن نعرف إجراءاتكم التصحيحية جيداً، نعرف أين تنبع وأين تصبّ..ونعرف أن كل قرار فيه جباية جديد من جيب المواطن يقابله زيادة مديونية وزيادة في عدد أفواه الجوعى..لأن المعادلة واضحة ومكشوفة ، ببساطة سبب المديوينة ليس “إبريق الكاز” ولا “رغيف خبز الفقير” ولا مصروفه اليومي الذي سيتم تشليحه ليعطى للضريبة..المشكلة أكبر من اتساع الفم عندما يصرخ من الظلم..
حسناً، مرّرتم القانون الذي بقيتم تدورون حوله سنة كاملة، وسيرضى عنكم صندوق النقد الدولي ،وستأخذون قروض جديدة بفوائد جديدة ندفعها نحن لا أنتم..فعندما تقدّمون استقالاتكم في البلاط الملكي ينقطع الحبل السرّي بينكم وبين الوطن ..هناك تكونوا قد غسلتم أيديكم من المسؤولية لندفعها من دمائنا نحن ، من خبزنا اليومي نحن..
حسناً ، مرّرتم قانون الضريبة ، تعرفون أين المشكلة؟؟
أنتم تنظرون إلى الوطن كأرقام ،ونحن ننظر إليه كتراب وأبوّه وفروسية ووجوه وأوجاع ، كثير من الملفات تسقط من “غربال” الأرقام لكنها تسقط كقيم وأعراف وكرامة شعوب…
أقررتم قانون الضريبة؟؟
حسناً ، لا تستغربوا أن أصبحت الرشوة مؤسسية وتراتبية حسب درجة الوظيفة والأهمية ، ولا تقولوا عنها ظاهرة غريبة عن مجتمعنا..فأنتم بقوانينكم بتجويعكم للناس من أوجدها و أبشّركم قد بدأت وبقوّة ..
ولا تندهشوا إذا انخرط رب أسرة او طالب جامعي بالترويج و بيع الحبوب لمن يجده في طريقه او محيطه الضيق ،عندها لا تقولوا أنها ظاهرة غريبة عن مجتمعنا ، فانتم بقوانينكم بتجويعكم للناس من أوجدها ومن اجبره على بيع أخلاقه ودينه ومبادئه ليعيش وأبشّركم قد بدأت وبقوة .. ولا تغضّوا الطرف أو تلصقوا الوصمة بجنسيات أخرى إذا صارت بعض الشوارع مواخير دعارة ووقفت بنات البلد في وضح النهار كما آخر الليل “يفاصلن” حول “الطلعة” حتماً عندئذٍ لن تكون ظاهرة غريبة عن مجتمعنا.. فأنتم بقوانينكم بتجويعكم للناس من أوجدها وقد بدأت ، لا تقولوا (ظاهرة غريبة) فبعضكم هو الظاهرة الغريبة على وطننا التي باعت كل شيء و”كيّشت” كل شيء وحوّلت كل شيء إلى أرقام..والأرقام لا تنقص أو تتراجع للأسف.. الفرق بيننا وبينكم أنكم لا ترون الا خانات الموازنة والدين ..ونحن نرى كل شيء ، كل شيء ينمو تحت جلد هذا الوطن المتعب..
من يجوع ،من يصل إلى حد الجوع القاتل..يفكّر بالحرام ، قد لا يذهب إلى أصعب الحرام..لكن جوعه سيسوقه إلى أسهله..

أنتم أرباب هذا الاختلال.

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هم الخلل..والطفرة الجينبة.. هم توبي برواية الجذور لألكس هيلي.. وسنبقى “كنتا كونتي” الحر تحت السوط..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى