توجيهي … في غياب الموجه ومرارة الحرمان
رسالة الى محمد حازم….
اسمح لي ان اخترق حزنك الآن ولأن اتقدم منك وذويك اولا بخالص عزائي وعظيم مواساتي برحيل والدكم المشرف في ايام المغفرة من شهر رمضان الخير وهو قائما يصلي فما اعظمها من خاتمة …
أي بني لقد أوجعنا بحق رحيل أبيك ..وأوجعنا هذا الاستعجال فيه كما أوجعك ..أوجعنا نحن البعيدين عن ميادين حزنك وطقوسه الموجعة لكن وجعنا لا يوازي وجعك وانت تعتلي اليوم سدة الحزن حاضرا بسمعك وبصرك وبذاكرتك المليئة بالصور والأحداث الجميلة وبأحلامك التي لم تكتمل بعد ،حاضرا وانت ترسم شريط الحزن على زوايا كل الصور المتراكمة في ذاكرتك وتحتفظ بشريط ذكرياتك لها لأنها هي الأخيرة ولن تتكرر
أي بني ….
نعلم ان الفراق صعب وتوقيته بالنسبة لك أشد وأصعب والحمل بات عليك ثقيلا والواجبات جسام فلا تدعها تثنيك عن ان تصبر وتحتسب فان الخيرة فيما اختاره الله لك ولوالدك ولذويك وهذا ما لمسته فيك حينما وقفت كالجلمود بين أعمامك وأقاربك متقبلا عزاء الناس بأبيك معتصرا حزنك في بوتقة قلبك الغض والذي غزاه الحزن مبكرا .
اي بني…
أقسم لك أنني ومن غير ما حدث الآن ومنذ ما أن عرفتك كنت أرى فيك شيم رجولة مبكرة تفوق سنك فكنت تحاور وتناقش وتقرر دون الرجوع لوالدك الذي كان يوكل اليك مهمته لتنوب عنه وكأنه كان يعلمك فنون التعامل مع الغير كيف لا وهو المعلم اولا وأخرا ….
أي بني
انني هنا لا اريد ان اثير مواجعك بحزنك على ابيك لكنني وأن سمحت لي بذلك اردت ان ازجيك بضع نصائح وانت أهل لها بان لا يثنيك الحدث عن عزيمتك وعن طموحك في ان تحقق املا نصبه لك والدك فبره به وحقق له امنيته لك بالنجاح والتوفيق في دراستك فلا تجعل الحزن يتسرب فيطغى على برنامج دراستك بل قاومه بمعول الصبر والعزيمة ودع أملك بالله اقوى فهو معك فكن الأقوى به …
وفقك الله بني وصديقي ابا حازم … وألهمك وذويك الصبر والسلوان…. إمضاء
صديق والدك
