في مدرسة الإسراء والمعراج

في #مدرسة_الإسراء_والمعراج

#مصعب_البدور

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل تعلمت منه أن الشدة يعقب ذروتها الفرج، وأنّ الصبر استحقاقه النُصرة.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج، فقل تعلمت منه كيف يكون الجبر الإلهي للثابتين مبهرا وكيف تتجسد الحكمة الإلهيّة في المنحة والمحنة، وكيف يأخذ الله منك ليعطيك، كيف يعدّك لأمر أكبر دوما، فمن كان يفكر للحظة أن رحيل زوجته التي يأنس جوارها وتنفض عنه غبار اتهامات المشركين، سيغلق حقبة ويفتح بعدها حقبة أخرى، ومن كان يظن أن رحيل أبي طالب سيكون نقطة تحول من المحدود في بطن من بطون قريش ينافح عنه صلى الله عليه وسلم إلى المعدود من قبائل تبايعه على النصرة.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل تعلمت منه كيف تكون الأحداث الكبيرة تحولا إلى أحداث أكبر وأن اللقاءات الفارقة لا تكون لمن ينهزم أمام ضعفه، بل تكون للذين يقفون مهما عصفت بهم الأيام.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل عرفت من خلاله كيف يصدّق الحبيب حبيبه، ولا يشك فيه، وعرفت معنى الإيمان المنبثق من العقل فإن كنت آمنت بالله في عقلك هان عليك تصديق المعجزات.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل كاشفة النفوس الضعيفة والقلوب المريضة، فتعلمت كيف تنقي الأحداث العظيمة الصف، وتنظفه من الدود والعفن.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل تعلمت منه كيف تكون النهضة النبوية للأمر، وكيف يترك الإنسان البكاء والحزن على الراحلين لأن المستقبل هو النهضة والماضي هو الشاهد والمرجع.

وإن سألوك عن الإسراء والمعراج فقل تعلمت منها أن سيرته صلى الله عليه وسلم حياة، وسنته طريق، ودعوته مجاهدة، ومكابدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى