في غياهب ” الحب”

في #غياهب#الحب

الحسين قيسامي

أنشقت الأرض وابتلعت جسده الغض.في بئر عميقة لا قعر معروف لها.إنه الطفل “بليع الأرض” الذي تشبت بالحياة لكن الأرض تشبثت به و أبت إلا أن تحتضنه ربما الى الأبد.
كان بمثابة غودو الغائب الذي ينتظره الجميع .. غودو’ الذي ربما سيأتي.. ننتظره و السكون العبثي يعتصرنا.فقد وعدنا بالمجيء وكان جادا في هذا الوعد ..قد تكون أحلامك يا صغيري سقطت في بئر يوسف لكن كن على ثقة أن قافلة العزيز سوف تأتي. هذا هو الأمل الذي تشبتت به الإنسانية جمعاء.
كسر غودو الصغير تشاؤم بيكيت وهو يخرج إلى الشعب رافعا علامة النصر… أخرجته فرق الإسعاف من النفق الذي استغرق تشييده أربعة أيام للوصول إليه.وتم إخراجه وسط تكبيرات جمهور من المواطنين الذين ظلوا محتشدين حول مكان الحادث، ودعوات “لا إله إلا الله ريان حبيب الله”، في أجواء جنائزية رهيبة تحت أضواء كاشفة.
إنه الانتظار الذي لا يتوقف عند الزمن والوقت، بل يذهب إلى سبر مفهوم الوجود برمته..الوجود الذي يمتد بين نقطتي الولادة والموت…لا قافلة العزيز قد مرت..و لا غودو وصل. .فاتنا الركب ولا زلنا ننتظر…متى يدلو القدر علينا بدلوه ونحن في بئر ريان …نحن في قاع البئر ولا حبل يتدلى.اجسامنا تتلوى، تختلج، تتسلق،ثم تتدحرج في القاع.
بينما نحن نركض خلف قوس قزح،تبقى روح ريان في لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء.
تتقاطر من كل أنحاء العالم عبارات ودعوات ومبادرات التضامن مع ريان..العالم يبكي ريان …ريان يطرق باب الريان
في غياهب ” الحب”.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى