في رثاء هزاع الذنيبات …. . د. معن مقابلة

الشرطي الذي أوقف الموكب الملكي رحلت عنا وكم نحتاج يدك ونحتاجك يا سيدي هذه الأيام ، فقد شُلَّت الايدي ولم تعد ترفع الا للتصفيق لن يستحق ولا يستحق وما اكثر أؤلائك الذين لا يستحقون . نتذكر يدك اليوم والتي لن ترفع بعد اليوم ، يوم رفعتها في وجه الموكب الملكي ايام الملك الراحل الحسين – رحمه الله تعالى- ليتوقف الموكب لهيبة زيك ، فالقانون بأمثالك يصبح صاحب هيبة وبشجاعتك وامثالك ، نعم أوقفت الموكب الملكي لتمر سيارة الإسعاف ، فكافأك صاحب الموكب فالرجال يكافؤوا الرجال. كم نحتاج يدك هذه الأيام لترفعها بوجه هذا الفساد الذي أخذ يستشري في مؤسسات الدولة ومفاصلها دون رقيب او حسيب ، بل احدثوا مؤسسة لتكافحه هكذا زعموا. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه هذا النفاق والتزلج ، وأصبحت عبارة اخواننا المصريين” كله تمام يا فندم” هي شعار المرحلة. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه هذا الانهيار القيمي والاخلاقي في المجتمع ، فالأخ يقتل أخيه على حفنة من الدنانير ، والسرقة أصبحت شطارة وفهلوة. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه جامعاتنا التي أصبحت ساحات ” للهوشات” لأتفه الأسباب بدلاً من ان تكون منارة بحث ومعاهد علم. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه رجال السياسة الذين أصبحوا رجال اعمال وتجار وأول ما تاجروا به الوطن. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه اصحاب الاوجه المتعددة والأقنعة المزيفة ، الذين ينظرون للوطن على انه شركة يجمعون منه المال من حِله وحرامه ويكنزونها في الملاذات الضريبية الآمنة. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه تجار الأسلحة ممن استئمناهم على امننا لترتد رصاصاتها لصدور ابنائنا. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه نواب مرورا قوانين تضع البلد كل البلد في مهب الريح. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه تاجر لا يرقب فينا الاً ولا ذمة ، فجعلوا امعائنا مستودعاً لكل اطعمة العالم الفاسدة. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه تجار الدين ممن جعلوه سلعة ليتقربوا به للسلطان. كم نحتاج يدك لترفعها بوجه أشباه العلماء والفقهاء ممن جعلوا ديننا ، دين الرحمة والموعظة الحسنة ، دين قتل وتعذيب ودم واقصاء. كم ، وكم ، وكم ، نحتاجك اليوم يا سيدي يا ابن الجنوب فيك نستذكر سميك هزاع المجالي وحابس وكل الجنوب. رحمك الله تعالى واسكنك فسيح جنانه وتقبلك قبولاً حسناً في هذه الأيام المباركة ، انه على ذلك قدير وبالإجابة جدير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى