في القمة

في القمة
يوسف غيشان

جهود لم تنجح حتى الان لتجميع الزعماء العرب او على الأقل وزراء الداخلية أو اية وزراء لغايات مناقشات ما يجري في العالم العربية. الغريب أن الشعوب العربية ترتعب من إمكانية اتفاق الزعماء أكثر من الأعداء). ومن أين سيأتي الاتفاق أصلا ؟؟؟، إذ حينما يجتمع وزراء الخارجية العرب، يتفقون على عدم طرح القضايا الخلافية، وعلى تجنب القضايا الساخنة، والبحث عن صيغة اتفاق مشترك توافق عليه جميع الدول ““، هكذا لا يحلون أية مشكلة، ويصدرون بيانا لا يزيد مستواه عن موضوع إنشاء عربي للصف التاسع بقدمه طالب (طشّي).
حتى رؤساء الوزارات حينما يجتمعون، يحرصون على التقاط الصور الصحفية والتذكارية بسحنات ضاحكة، وأياد متشابكة، بينما يتمنى كل واحد منهما أو منهم أن يغرز السكين في قلب نظيره.
وزراء الزراعة يوقعون الاتفاقيات والبروتوكولات ويتسابقون على من ينقضها قبل الآخر !!
وزراء الصناعة والتجارة يكيدون لبعضهم بحرفية عالية حاصلة على الأيزو من 9001 إلى
9000001 في تنظيم المؤامرات.
كذلك يفعل وزراء التنمية والتربية والتعليم العالي !!
كذلك يفعل وزراء السياحة العرب ببعضهم، حيث (يسمفر) كل واحد منهم الخازوق تلو الخازوق للآخر !!
وزراء التخطيط يخططون لوأد بعضهم!!
كذلك وزراء الثقافة والشباب والرياضة والمرتديلا!!
حتى وزراء الشؤون الدينية !!
والوزراء بلا حقائب!!
والحقائب بلا وزراء !!
هكذا يفعل الجميع … جميع أنواع الوزراء والنواب والمسئولين!!
استثني منهم وزراء الداخلية العرب !!
وزراء الداخلية العرب … هم الوحيدين الذين يتفقون بلا أدنى خلاف!!
هم الوحيدين الذين تنجح اجتماعاتهم!!
هم الوحيدين الذين، يحبون لا بل يعشقون بعضهم، ويكنون الود والمحبة والإيثار لبعضهم البعض!!
لأنهم…
لأنهم ببساطة يتفقون علينا شعوبا وقبائل وجماهير من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ولا ننسى موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر.
أخشى ما أخشاه … أن ينيب الزعماء العرب وزراء الداخلية مكانهم في اجتماعات القمة المفترضة…. عندها نكون أكلنا(…….) !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى