محمد علوان مُخرج مسلسل الخوابي يعتبره “مشروع تخرجه”

سواليف

فرض اسمه سريعاً كواحد من اهم المخرجيين الأردنيين بعد أن قدم عدداً من الأعمال المميزة التي تصدرت الشاشات العربية خلال عدد من المواسم الرمضانية واستطاع أن يتعامل مع كبار النجوم ويقترب منهم بروحه المرحة وتحويله مكان التصوير وكأنه منزل لعائلة واحدة
المخرج الاردني الشاب محمد علوان لايزال يرى نفسه ما زال في بداية مشواره، تجلى هذا الأمر في إجاباته التي تعكس صورة شخص متصالح مع أدواته ومع مراحل حياته، فكان بيننا هذا الحوار

هل أنت راض عما قدمته لغاية الآن؟


لا يمكن للفنان العامل في أي حقل إبداعي ان يرضى على نفسه مهما قدم لأنه في اللحظة التي يشعر فيها بالرضى يتوقف ابد.
كمحمد علوان الحمد لله عملت على تطوير نفسي وقدراتي خطوة بخطوة قبل الوصول إلى محطة الإخراج.
فانا لم أصبح مخرجاً بسهولة وكانت بدايتي مصوراً ومن ثم عملت مديراً للإضاءة والتصوير قبل أن أنتقل إلى الإخراج وحتى هذه المرحلة بدأت بحمدالله أشعر بالرضا نوعاً ما حول المنجزات ولكنه ليس رضاً كاملاً عن نفسي وآمل وأصبو دائماً الى ما هو أكثر نضجاً وأكثر تحققاً وانتشاراً على مستوى العالم العربي

مستوى بعض الممثلين من خلال اعمالك كان متفاوتاً بين ضعيف وجيد وممتاز كيف تتعامل مع كمخرج مع هذا التفاوت؟
حتى الان لم نصل الي مرحلة إنتاجية أستطيع من خلالها كمخرج ان اقرر او افرض أرائي تجاه اختيار الممثلين بالمعنى الاحترافي، على سبيل المثال في مصر او في دول العالم الأول يتم عقد العديد من جلسات لتجارب الاداء ليتم فيها اختيار الممثلين للشخصيات والأدوار الرئيسية والأدوار الثانوية وحتى الكومبارس وما إلى ذلك رغم ان هناك بعض الممثلين من نجوم الصف الأول، ربما يكون الخيار مشترك بين المنتج والمخرج وعلى الأغلب يكون هناك خيار تبعاً لأغراض تسويقية راجعة للمنتج ولكن في حالتنا الإنتاجية مازال الوقت مبكراً على هذا الحديث فنحن مضطرون بان نتعامل مع الحالة (كما هي ).
من المؤكد أننا نفتقر لوجود حالة أكاديمية مثل أكاديميات الفنون في مصر وفي سوريا التي تخرج كل سنة العديد من الطاقات والمواهب الشابة المؤهلة لحمل الأدوار فنحن في الغالب نتعامل ضمن المتاح مع بعض الممثلين الذين يعشقون مهنة التمثيل وكذلك الهواة وأيضا هنالك بعض الممثلين الجيدين الذين باستطاعتهم حمل الأدوار ولكن ضمن هذه الحالة من المؤكد ان بعض الممثلين عندما يمنحون دوراً أكبر من قدراتهم سيتسبب هذا الأمر بإضعاف حتى لو كان بعض الممثلين الأخرين يمتلكون قدرات أدائية عالية سنجد انه في نفس المشهد ان كان هناك ممثل او ممثلين ضعيفين أمام هذا الممثل المحترف ربما يكون سبب في ضعف مستوى المشهد الإيقاعي حتى ولو كان هناك تفاصيل جمالية بالمشهد بالنهاية أرى كمخرج ان كل المكملات الجمالية مهمة ولكن يبقى الممثل هو العنصر الأهم في أي عمل.

قيل ان مسلسل الخوابي يمثل القرية الفلسطينة قبل الإحتلال، فهل انت ترى القرية الفلسطينية هكذا بشكلها ببيوتها بمعمارها وعلى ماذا اعتمدت في ذلك؟
في الدراما بشكل عام بإمكاننا في بعض الأعمال ان نصور الواقع كما هو فعلاً ونغوص بالواقعية وهنالك في بعض الأعمال يتاح لنا ان نتطرق لافتراض مساحة مختلفة من التنفيذ نذهب بها الى خيال قد يختلف قليلاً عن الواقع بما يتناسب مع اجواء النص.
عندما استلمت النص اعتقد انني من المفترض ان أقوم بعمل بحث كامل وشامل عن عدة تفاصيل لها علاقة بالنص ومن هذه التفاصيل البيئة القروية على سبيل المثال في الفترة التاريخية الماضية التي ليست ببعيد.
من المؤكد أنني بحثت كيف كان شكل القرية الفلسطينية ومن خلال بحثي مررت على شكل العمارة الفلسطينية التي كانت في بعض المناطق وهي ليست بالقديمة كما يتخيل البعض إنما كان هنالك لغة معمارية في فلسطين متطورة ومهمة جداً ويجب ألا ننسى ان بعض مدن فلسطين هي أقدم مدن العالم ولكن لا ننسى أيضاً أننا نحتكم لحالة إنتاجية قد نتقيد فيها جميعا ضمن ظروف معينة تواجه المنتج وخاصة بالأعمال الفلسطينية وبالتالي احتكمنا الي شكل معين تم بناءه.
ربما كان بوسعنا ان نقدم شكلاً أجمل ولكن بالنهاية اتفقنا على هذا الشكل، اعتمدت أكثر على جماليات المكان بما اننا كنا نصور مشاهد المسلسل في سد الملك طلال والمعروف عنه جماله المذهل خاصة في فترة الربيع وبالتالي حاولت من خلال لغة الكاميرا وتفاصيل تقطيعيه بعدة مشاهد ان أوازن بين التفاصيل المعمارية للقرية كبناء عام وبين الجو العام الذي احببت به ان اخذ المشاهد معي الى حالة الريف الجميلة التي قصدنا بها جمال القرية الفلسطينية إلى حد كبير.
من المؤكد انك شاهدت لقاء نجم عمل الخوابي الفنان اياد نصار على قناة دبي في برنامج إن سايدر كان هناك العديد من الملاحظات التي لاقت الاستغراب فما تعليقك على ذلك؟

بالنهاية تجربتي بالخوابي تكاد تكون الثانية على صعيد الإخراج وبالنسبة لي سعدت جداً ان يكون نجم عملي هو الفنان اياد نصار وهو نجم عربي كبير لاشك في ذلك ومن المؤكد انني شاهدت مقابلته ربما في بعض الجمل استغربت كما استغربتم انتم لكن في جمل كثيرة انا على وعي تام وافهم تماماً ماذا يقصد اياد الذي بنى قاعدة جماهيرية ضخمة خلال ثلاثة عشر عاماً غاب بها عن الدراما الاردنية وبالتالي من المؤكد أنه يستطيع رصد بعض التفاصيل بشكل اكثر احترافية واكثر نضج وانا افهم ذلك تماماً وبالنسبة لي اعتقد ان إياد في احدى جمله قال ان الممثلين كانوا بوجوده ربما يتوتروا وكان المخرج ربما يتوتر ، انا بالنسبة لي لم اكن أتوتر بالصورة التي رسمها إياد ومعروف عني انني أكون ايجابياً بالموقع ومسترخي لأبعد الحدود وهذه ميزتي التي احاول ان لا استغني عنها لكي يرتاح جميع فريق العمل بالموقع ، ولكن هذا لا يمنع ولا يجعلني انكر انني بوجود نجوم او حتى ممثلين هواة أكون قلق نوعاً ما حرصاً مني على إظهارهم بأفضل شكل وصورة ممكنة.
كيف تقيم تجربتك في مسلسل الخوابي؟
بصراحة لا اعتقد انه من حقي او من الصواب ان أقيم التجربة فالمسلسل بعد انجازه وبعد ان تم بثه كما القصيدة عندما يطلقها الشاعر تصبح ملك المستمع او المشاهد وبالتالي الجمهور هو من يقيم ولكن بيني وبين نفسي وتقييمي الضمني لنفسي كمحمد علوان تجاه تجربتي (مسلسل الخوابي) أحب هنا ان أقول او أصرح بشيء لم أبح به من قبل وهو أنني أعترف بأني لست اكاديميا وبالعادة تعودنا ان يكون المخرج شخص اكاديمي او خريج معهد عالي للسينما فأنا بدأت منذ صغري كما قلت سابقاً كمصور ثم في مرحلة ما كان لابد لي من ان اطور من مهاراتي وان اعلم نفسي بنفسي وان أستعين بأصدقاء ذو خبرة كبيرة بالمجال واذكر منهم الصديق الذي كان له الفضل بدخولي هذا المجال الفنان سهيل الزريقي، فبدأت بتطوير نفسي من خلال دورات خاصة بالضوء وكيفية التعامل مع الضوء درامياً وكيفية التعامل مع الكاميرا كلغة وفيزياء وكيمياء وخيارات عديدة وغزيرة جداً داخل الكاميرا لابد لي كمصور ان افهمها وبعد ذلك أيضا كان لابد لي ان أتعلم كيفية تركيب الصور وتحريرها بالمونتاج،
هنا زاد وعي وازداد نضجي ومن ثم ارتقيت لأصبح مديراً للإضاءة والتصوير (D.O.P) وهذا التخصص ليس بالتخصص السهل لأنك عندما تقوم بإدارة الإضاءة والتصوير فأنت هنا (مُخرج الصورة ) وكانت البداية بمسلسل وعد الغريب من إنتاج المركز العربي الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً ولاقت صورته استحساناً فريداً وبعد ذلك الدمعة الحمراء من انتاج مؤسسة عصام حجاوي وثار غليص ، وبعد ذلك بدأت تجاربي الاخراجية وخضت تجربة تلوى الأخرى وبعد انتهائي من هذه التجارب كنت قد اكتشف انني كعلوان مازلت لست محترفاً في مجال الإخراج وبالتالي وجدت انني عوضت ما يمكن للاكاديمي أن يكون قد درسه في سنواته الأولي ،، عندما وصلت لتجربة مسلسل الخوابي وأنجزتها وبعد بثها كان إحساسي الداخلي الشفاف الصادق يقول لي ان تجربة الخوابي بالنسبة لي هي بمثابة مشروع التخرج، والان اشعر انني كخريج جديد يشعر بالثقة ويشعر انه جاهز الان لخوض المجال في القادم من أعمال باحتراف وأتمنى ان يكون القادم اجمل.

إلى ماذا يتطلع محمد علوان في المستقبل؟

اتطلع إلى مستقبل نستطيع به انا وبعض زملائي المخرجين ان ننهض بحالة درامية أردنية محلية تنافس الدراما العربية وهذا باعتقادي لايأتي الا من خلال تظافر الجهود بيننا كمخرجين وبين مجموعة من الكتاب المبدعين على شكل ورش عمل تنتج نصوصاً قوية برؤى إخراجية مختلفة يمكن ان نقدمها لمنتجين معينين يؤمنون بكيفية ادارة الحالة الإنتاجية بالشكل الراقي المواكب للتطور بدون اي تزلف وبدون اي تبخيس في اي عنصر من عناصر العمل وبالتالي نصل الى مرحلة ان نقدم نصوص درامية معاصرة مدنية تتكلم عن عمان الحديثة في ألفين وعشرين وتتكلم عن الاردن الحديث وعن الشباب الاردني الحديث كما هو الحال في سوريا وفي مصر وفي تركيا وفي كل دول العالم فهنا يصبح لدينا باختصار حالة درامية فيها مجال للتنوع اما ان تكون الدراما الاردنية فقط لون بدوي او لون قروي فأنا أرى هذه مسألة غير مريحة وان أردت ان اجيب بصراحة على سؤال كيف اتطلع كمحمد علوان للمستقبل اتطلع ان اقدم عملاً عندما يشعر المشاهد الاردني عندما يشاهده وكأنه ف يشاهد نفسه وواقعه فعلاً وكأن المجتمع يجلس أمام مرآة يرى نفسه فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى