الاردن ليس لنا ! / خالد عياصرة

خاص – سواليف
الاردن ليس لنا !
عندما يطل رئيس الوزراء معلنا خلو الاردن من الفساد, حينها اصمت, وأسأل : إن كانت الدولة خالية فأين ذهبت كل هذه المليارات .

عندما تطل علينا هيئة المرئي والمسموع مع كل مشكلة تهم المواطن ببيانات أكثر من بيانات داعش, لترهيب الناس ومنعهم من السؤال والتفكير.

عندما يكون أغلب من يدخل الدوار الرابع فاسدا ومرتشيا لا ذمة ولا ضمير له.

عندما يتم تقسيم الاردن الى اقطاعيات خاصة ومزارع , حينها اقف وأسأل هل بقي منه شيء ؟

حينما تتغول البنوك, ويصير الشعب وبيوته واراضيه رهينة لها, ورواتبه مجرد فتات.

عندما تصير كل شركات الاردن الاستراتجية من ماء وكهرباء وغاز وبوتاس وفوسفات تعمل من أجل ثلة يتم تدويرها في الحكومات.

عندما يتم تعبيد الشوارع واعادة تأهيله لأن أحد السفراء الاجانب مر من هناك .

حينما تصير الدولة مجرد مخيم كبير, ترى فيها السوري والمصري واليمني والليبي و لبناني والسعودي, والسوداني والصومالي, لكنك لا ترى فيها الأردني.

عندما ترى الدولة وقد اهلكت دينا, لكن رئيس الوزراء والوزراء والاعيان والنواب ” يمتطون ” سيارات رباعية الدفع سوداء اللون, ويحرسهم أمن, ويلهث خلفهم من يبحثون عن الامتيازات .

حينما ترى وزاراتنا, وقد توقف فيها الموظفين عن العمل, وتحولت المكاتب إلى موائد للطعام, وساعات العمل للعب كاندي كراش, ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

عندما تشاهد الاشجار والغابات وهي تقطع على يد الطوافين وتذهب إلى بيوتات المسؤولين في عمان.

حينما تلجم الإعلام المدني بالقوانين والتهديد والترهيب والمحاكم العسكرية بحيث يصير الحديث جريمة يعاقب عليها القانون.

عندما يوضع الشرفاء الأطهار الاخيار على الرف, ويستقدم, من لا أصل له ليدير الاردن.

عندما يصير ” البواق” شيخا له مريدين واتباع, ويصير وكره بيت لاستقبال المهنين.

حينما تصير الشركات الكبرى هى الدولة, وكلمتها ملكية عليا, واصحابها ملوك.

عندما ترى كل المصائب التي تعتمل كما بركان أوشك على الانفجار, في البلد, لكن يتم تدوير الشخوص والأسماء والعوائل الفاسدة.

حينما يتهم الشباب الأردني بتعاطي المخدرات, ويمنع السؤال عن التاجر والمستفيد

عندما تتحول العشائر إلى مساند حقيقي الفاسدين في قلبها, برتبة دولة ومعالي وسعادة.

عندما يصير الجندي القابع بشرف على الحدود بدرجة عاشرة, وبراتب لا يتعدى ال 400 دينار, ويصير النائب القابع في فيلا في عبدون أو دابوق أو خلدا ويتقاضى 4000 دينار, مع درجة امتياز.

حينما لا نعترف بابناءنا الطيارين والجنود في كل ساح وسلاح, إلا بعد الموت.

عندما يستحوذ رئيس الوزراء على وثائق الدولة ويهدد بنشرها, ونشر أسرارها, فينجح في بتزازها, ويستمر في فساده.

حينما تتحول الرياضة إلى تجارة, ووسيلة لصرف انتباه الناس, واستغلال بساطتهم إرضاء لغرور قطاع الطرق واسيادهم.

عندما تصير الجامعات ميادين للفساد ووسيلة لتصفية الحسابات, وطريق لاستغناء, ومكان للتوزيع الولاءات والوطنيات.

عندما ترى كل الوجوه تمر امامك ولا ترى وجهك. عندما يتحول حبك ودفاعك وخوفك على الاردن الى اتهام وجريمة.

أعلم أن الأردن ليست لك, عندما ترى كل أموال الدولة ديون تسد لفساد الفاسدين وشركاتهم, وسهراتهم, أعلم أن الأردن ليست لك.

عندما تجبرك الدولة على الإنضمام, لعصابات داعش, ومنظمات الإلحاد, أعلم أن الدولة ليست لك.

عندما تصير كل ملفات الفساد محرمة يمنع الاقتراب منها, أعلم أن الاردن ليست لك.

عندما يتم الهجوم على القرى الاردنية بواسطة البنوك, والمؤسسات المالية, والشركات الوهمية لتسلب أموال الناس ومدخراتها تيقن أن الأردن ليست لك.

عندما يتحول الشريف إلى خائن, والفاسد إلى رئيس وزراء , أعرف أن الأردن ليست لك.

ما هو لك, يا ابن امي, مجرد قبر, تدفن فيه لتنسى, ليس مطلوبا منك ان تعيش حرا , بل مطلوب منك أن تكون عبدا.

قبر يضم جسدك فقط, هذا هو الحق الوحيد لك في الاردن, ما دونه, ليس لك ولن يكون ابدا, ما دمت تفكر بذات الطريقة النمطية. لكن تذكر أن للقبور أسعار !

اعيدوا لنا الاردن, و قسما بالله, وبترابه الطاهر سنسامحكم بكل شيء, اعيدوه فقط حتى نشعر به, وبدفء ترابه.

‫#‏خالدعياصرة‬