غير المقبوض عليهم..

مقال الخميس 24-3-2016
غير المقبوض عليهم..
صارت أخبار ” ضبط المخدرات” في الصحف ، كالخبز على المائدة- بلا تشبيه- ضروري وأساسي ولا بد ان تستفتح فيه يومك، وستشعر بنقص أن لم تقرأ أو تسمع عن إحباط عملية تهريب أو ضبط كميات..
أول أمس تم إلقاء القبض على تاجرين ومروجين لمادة “الماريجوانا” في عجلون قدما خصيصاً للمدينة من باب السعي في فتح أسواق جديدة “للدروخة”..ومساء الاثنين من هذا الأسبوع ، تمكنت قوات حرس الحدود من ضبط كميات مرعبة من المخدرات والحشيش كانت بطريقها للمملكة قادمة من الحدود السورية، سأذكر بالتفصيل ما تم ضبطه فقط في هذه العملية الطازجة: (10511) كفّ حشيش بوزن (1815) كغم..و(44)كغم مواد مخدّرة مجهولة النوع، و(9180000) على قّد عدد سكان الأردن بالضبط كل واحد بيطلع له حبه ، مجموع الأوزان التي تم ضبطها (3500)كغم ثلاثة طن ونصف من السموم التي كانت معدة على الأغلب للاستهلاك المحلي وللترويح عن الشباب الطموح.
لا يمر يوم واحد على الدولة الا ويتم ضبط كميات مهولة ،تارة مهرّبة بأفران غاز وتارة مهربة ببرابيش زراعية واخرى في اسطوانة صغيرة ، ورابعة في أثاث منزلي وخامسة في “ًصرامي” بلاستيك ..ناهيك ان البعض أراد ان يطبق مقولة “لا خير في أمة لا تأكل مما تزرع”..فأصبح يزرع الحشيش هنا وفي مناطق معروفة جيداً للجهات الرسمية …ليصبح لسان حالنا :”لا خير في أمة لا تحشش مما تزرع”..
أعلاه هي إحصائية بسيطة لأخبار هذا الأسبوع ، وما استطاعت أجهزة المكافحة وأسود الحدود من ضبطه وإلقاء القبض على بعض “هوامير” التهريب، لكن ما يهمنا الآن غير “المقبوض” عليهم الذين ما زالوا يمارسون نشاطهم ويحالفهم الحظ بالإفلات في كل مرة ..أين هم وكيف يتحرّكون وما هو رأس الخيط الذي سيسحب “الشبكة” كلها ؟ وكيف يستطيع المواطن ان يقوم بدوره في هذا المجال كما قام بدوره في مكافحة الإرهاب ؟ فمن يراقب الأخبار يعرف جيداً ان هناك من يستهدف ويستقصد الأردن عبر إغراقه تماماً بعشرات الأطنان من الهلوسة ..

تطبيق “فرسان الأردن” الذي أطلقه الأمن الوقائي على الهواتف الذكية قبل فترة جيد ورائع، لكن صرنا بحاجة الى تخصيص تصنيف في التطبيق للإبلاغ عن المخدرات مروجين وتجار ومتعاطين ..و الإعلان عن هذا التطبيق بكثافة عبر وسائل الإعلام ليصل الى اكبر شريحة من الناس…فالصورة صارت مقلقة ومحاولات التخريب يومية ومكثفة..ولا بدّ من إشراك المواطن بأمنه وامن البلد…فلنمارس نفس الصحوة الأمنية: عين على الإرهاب الأسود وعين على الإرهاب الأبيض.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. حل هذه اللعنة من خلال عقوبة الإعدام..كما تفعل السعودية, الإمارات, الصين. تايلاند, ماليزيا ودول أخرى لم تراهن فقط على جهود العين الساهرة..!

  2. من امن العقوبه ليس ساء الادب فقط،،،انما حشش وسرق وقتل ووووووو

  3. بما انه الموضوع تحشيش وبعيد عن السياسه اكيد مافي حجب .. بقوللك وحده سافرت بمهمه وتركت قطتها الدلوعه بالبيت عند زوجها اتصلت تسأله طمني اول شي عن القطه شواخبارها .قال.. ماتت , قالت ول حرام عليك لازم توصلي الخبر بالتدريج يعني قول بالاول انها ع السطح وبعدين قول انها وقعت عن السطح وبكره قولي ماتت … المهم هسا كيف ماما , قالها امممك قاعده تلعب ع السطح .!

  4. يجب تغليظ العقوبات على المتعاطين والمروجين وليس العكس الذي حصل قبل سنة او اكثر من تخفيف العقوبات !!
    نعم لقد ساهمت الدولة في انتشار هذه الآفة وبشكل عجيب غريب مريب !!!
    آن الأوان لتغليظ العقوبات لردع كل من تسول له نفسه الدخول إلى عالمها !!

  5. صدقني لو لم يوجد سوق جيد في الاردن لما حاول هؤلاء المهربين من تهريب هذه الكميات . هناك طلب لذلك ازدادت محاولات التهريب.
    الحل ابدا لا يكون بتطبيق ولا بتامين الحدود صدقني الحل يكون في المواطن في الشباب في الفئة المستهدفة. لو اغرقت الاسواق بكافة انواع المخدرات وكان هناك شباب واعي لما بيعت ولا مليغرام.
    بدلا من صرف ملايين الدنانير لنمنع هذه المواد من الوصول لماذا لا نصرف هذه الملايين على الشباب المستهدف . نعالج المرض من الداخل. يتخرج الشاب وعليه الاف الدنانيرمن الديون لا يجد عمل ومستقبل مجهول هذا ما يجعله يتجه الى هذه المواد والى التطرف والإرهاب, الحكومة هي سبب كل هذا . بدلا من الملايين التي تدفع لمكافحة الارهاب والمخدرات, وفر للشباب ابسط الحقوق في التعليم المجاني والعمل واستثمر في هذا الشاب عندها لو ملأت الاسواق مخدرات لما وجدت اي رواج.

  6. نعم ايها الكاتب العزيز..اسود الحدود…ارجوكم ايها الاسود اقبضوا عليهم…فاني لا اطيق انا ارى منظر شابا يافعا في بلدي يتخبط في مشيته يفرك ذراعه قابضا على راسه كما كنا نشاهدهم في الافلام …يعانون الارهاب الابيض في حين الارهاب الاسود يطيح بعامود الامة ..ساحقا اركان الحياة ..ماسخا لهوية الشعوب …جاثما فوق رقابها…اللهم سلم..

  7. الله عزا وجل انزل العقاب والثواب وكما قال الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يردع يالسلطان ما لم يردع بالقرأن..هناك اناس يخافون الله فرادعهم هو مخافة الله ويستشعرون بأن الله مطلع على كل أعمالهم في كل حين وهاي الفئة لاخوف منهم فهي مردوعة بخوف من الله وهي عماد المجتمع وسبب استقرارة وامنة…الكن الطامة الكبرى في اناس ان جاز ان نسميهم بشر ليس لديهم اي رادع لا اخلاقي ولا ديني ولذلك ما ينفع معهم الا تطبيق قول سيدنا عثمان وتغليظ القوبة بحقهم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى