«غلمانيون» بلا حدود / يوسف غيشان

«غلمانيون» بلا حدود

اعتماد العلم وسيلة للنهوض والترقي، واعتماد الدولة المدنية التي توزع العدالة على المواطنين بالتساوي بديلا للدولة البطريركية التي توزع الفقر على المواطنين حسب مدى تذللهم للحاكمين. واعتماد الديمقراطية بديلا للديكتاتورية، الشفافية بديلا للغمغمة والنزاهة بديلا للبعبشة في جيوب المواطنين…. هذه هي العلمنة، كما افهمنها.
مالنا وما للعلمنة؟؟؟
أليس من الأفضل أن نتفرغ للعيش الهنيّ المريح ، بدل أن نقضي العمر كله بين بطون الكتب أو في المختبرات ؟؟ وما حاجتنا لذلك ما دام الفرنجة ينهكون عقولهم ويفتكون بحياتهم في سبيل تطوير المخترعات وتسريع المكتشفات، فنحصل عليها، نحن، ع البارد المستريح؟؟؟ إنهم يسخرون حياتهم لخدمتنا وراحتنا ورفاهتنا، فهل نرفض هذا الكرم الحاتمي إكس إكس إكس لارج؟؟؟؟ لا وألف ألف لا.
صحيح أن النوم لا يطيل عمرا، على رأي الشاعر الفيلسوف عمر الخيام، هذا الرأي الذي صاغه احمد رامي شعرا، وصاغته الحجة أم كلثوم صوتا …. صحيح تماما، لكن النوم الهني يريح القلب والعصب والنفس وكامل الجسد، فلا نصاب بالجلطات جراء الإرهاق، ولا تحيط الهالات السوداء بمحاجرنا جراء السهر الطويل، ونحن نبحلق بالآلات والأجهزة كالبلهاء والمجاذيب، ما دامت مشاكل العلم يحلها المال، فنشتري العتلة بدل أن نصنعها، وإبرة البابور بدل أن نطعجها، والكنزة بدل أن نحيكها والكمبيوتر قبل أن نعقّده، والموبايل قبل أن نغيره. ما دام المال هو المشكلة ، فلنبذل المال في سبيل متعتنا وراحتنا، حتى لا نصير من الأثرياء الذين يصعب دخولهم للجنة.
بدل العلمنة ( من الجذر الثلاثي علم)…فلنعتمد نظام الغلمنة ( من الجذر الرباعي غلام)، وهو نظام توارثناه عن الإمبراطوريات السابقة ، لكننا قمنا بتطويره على أفضل ما يكون ليصبح نبراسا ومرشدا لنا في جميع مجالات الحياة.
إنه نظام: (يا غلام …إعطه ألف الف دينار)
حيث يكثر المادحون والصادحون على أبوابنا، يصلون الليل بالنهار وهم ينتظرون منا عبارة : (يا غلام ، أعطه ألف الف دينار).
بدل وجع الرأس القلب في العلمنة والعلم والعقل والدماغ، اعتمدوا نظام: ( يا غلام…..) وأريحوا نفوسكم وأجسادكم وأدمغتكم، حتى تقطعوا المسافة بين الولادة والموت، بكل بلاهة وراحة بال …….و(سيجام)!!
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى