غضب فلسطيني من “إفطار تطبيعي” جمع ضباطا إسرائيليين مع تجار ورجال عشائر في الخليل

#سواليف

استثمر نشطاء #فلسطينيون فيديو يظهر فيه طفل فلسطيني صغير على حاجز قلنديا العسكري المؤدي إلى مدينة القدس، يرفض فيه التسليم على #ضابط #إسرائيلي خلال انتظاره لدخول المدينة يوم الجمعة الماضي، من أجل التعبير عن غضبهم من قيام مجموعة من #رجال_الأعمال ورجال الإصلاح ومخاتير #العشائر في محافظة #الخليل، بمشاركة ضباط من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال في حفل إفطار رمضاني.

وحملت التعليقات انتقادات لاذعة واتهامات بخيانة دم #الشهداء، ومصافحة #الاحتلال الذي يهجر #الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا، خاصة أن المنطقة التي أقيمت فيها #مأدبة_الإفطار تقع بالقرب من المكان.

وانتشر فيديو يظهر دخول مجموعة كبيرة من التجار ورجال الأعمال والمخاتير ورجال الإصلاح في الخليل (ما يقرب من 60 شخصا) إلى جانب ضباط من الإدارة المدنية الإسرائيلية، ومسؤولين سابقين في مصلحة السجون الإسرائيلية، بهدف تناول طعام الإفطار على مائدة رجل الأعمال يوسف أبو قبيطة في منطقة “خربة سيفر” داخل الجدار الفاصل، قرب مستوطنة “ماعون” المحاذية لأراضي مسافر يطا.

وأظهر الفيديو أن من بين الحاضرين نافذ الجعبري، وهو عضو في اللجنة الرئاسية الفلسطينية لشؤون #العشائر، وبديع أبو قبيطة، وهو شقيق أمين سر #حركة_فتح في يطا، وعضو في اللجنة الأمنية للسلم الأهلي بمحافظة الخليل، ومحمد غازي الحرباوي، فراس النجار، نبيل التلاحمة، محمد نيروخ، جعفر الدراويش، وهم تجّار إضافة إلى رجال أعمال آخرين.

وأحدث الفيديو موجة كبيرة من الغضب والشجب والإدانة لدى الفلسطينيين، فيما اعتبرت أطراف حزبية أن المشاركة في الإفطار تعتبر #خيانة لدماء #الشهداء الفلسطينيين، ولأهالي مسافر يطا المهددين بالتهجير والمحو والطرد.

وأدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) اللقاء، ووصفته بـ”الإفطار الخياني” الذي جمع بين بعض من يدعون تمثيل بعض العشائر من محافظة الخليل، مع ضباط من جيش الاحتلال، تحديداً من “الإدارة المدنية” وبعض الضباط السابقين في مصلحة السجون الإسرائيلية.

ودعت اللجنة الوطنية “الشعبَ الفلسطيني في كل مكان، وبالذات في جبل الخليل المناضل، إلى عزل رموز الخيانة ومقاطعتهم شعبياً لإجهاض مخططات الاحتلال لإحياء روابط القرى كأداة لخدمة مشروعه الاستعماري”.

وقال البيان إن “اللقاء الخياني جاء في يوم استشهاد الدكتور محمد العصيبي من عشائر النقب العربية الفلسطينية الصامدة، وفي الوقت الذي يصعّد فيه الاحتلال من جرائمه بحق شعبنا بالذات في المسجد الأقصى، ومحاولته منع المصلين من الوصول إليه في شهر رمضان المبارك”.

وتابع البيان: “يأتي هذا الاحتفال بممثلي نظام الاستعمار- الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، ليقدّم ورقة توت مهترئة للتغطية على سياسة التطهير العرقي الممنهج لشعبنا الصامد المقاوم في ربوع فلسطين التاريخية، من النقب إلى مسافر يطا ومن سوسيا إلى القدس. فعلى مرمى حجر من مكان عقد الإفطار الخياني، يعمل الاحتلال على تهجير أكثر من 1200 فلسطيني من منطقة المسافر، ناهيك عن منع المواطنين من الوصول إلى المياه والأراضي والتهديد المتكرر بالقتل”.

ورأت حركة المقاطعة أن هذه “اللقاءات الوقحة مع ممثلي الاحتلال لا تجري في الفراغ، بل في سياق تفاقم التطبيع الرسمي، والمتمثل بالاستمرار في التنسيق الأمني على الرغم من قرارات منظمة التحرير الفلسطينية، القاضية بوقفه بشكل كامل، وفي اللقاءات التطبيعية الأخيرة بمشاركة جهات رسمية فلسطينية والتي كان آخرها اجتماعا شرم الشيخ والعقبة مع قيادات العدو الإسرائيلي، والتي عقدت بإملاء أمريكي وبمشاركة حكومتي مصر والأردن، بحجة البحث عن سبل التهدئة في الأراضي الفلسطينية”.

وختم البيان قائلا: “مناهضة التطبيع، والتصدي له على المستويين الرسمي والشعبي في هذا الزمن، تعدّ ضرورة نضالية ملحّة لمنع تصفية القضية الفلسطينية”.

وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين، إن الإفطار الجماعي الذي نظمته بعض الشخصيات في الخليل بحضور ضباط من “الإدارة المدنية الصهيونية” تطبيع غير مقبول، ويناقض قيم شعبنا في مقاطعة الاحتلال ومحاربته ومواجهة سياساته الإرهابية.

كما دعا وجهاء الخليل وشخصياتها ومؤسساتها لإعلان موقف رافض لمثل هذه اللقاءات، والاتفاق على ميثاق شرف يجرِّم أي علاقة من هذا النوع مع الاحتلال الذي يمارس دورا واضحا في تفتيت الخليل وزرع الفتنة بين صفوف أهلها ويتسبب بتفسخ المجتمع وزعزعة السلم الأهلي.

وفي تصريح صحافي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استنكر بشدة مشاركة رجال أعمال وشخصيات عشائرية فلسطينية في إفطار تطبيعي بالخليل.

واعتبر البيان اللقاءات أنها “مرفوضة وطنياً وتأتي في ظل استمرار إرهاب الاحتلال بحق شعبنا، ومثل هذه السلوكيات تتجاوز الأعراف الوطنية وكل من يشارك فيها يُساهم في التغطية على جرائم الاحتلال”.

وعلقت بعض الشخصيات العشائرية والاقتصادية المشاركة في الإفطار، بأنها شاركت من دون أن تكون على معرفة بحضور ومشاركة ضباط من جيش الاحتلال.

وقالوا في منشورات على صفحاتهم الشخصية في فيسبوك، وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن الدعوة كانت من رجل أعمال فلسطيني.

وعلق نافذ الجعبري، أنهم توجهوا للإفطار بدعوة من رجل أعمال فلسطيني، وفوجئوا بوجود الضباط الإسرائيليين، فأفطروا وأدوا صلاة المغرب ثم غادروا المكان، مضيفا: “نحن تفاجأنا بوجود جندي قاعد نحكيله روّح؟”.

واتهم الجعبري في حديث لإذاعة “عروبة” المحلية في الخليل، “مدارس الفتن في الخليل” بأنها تقف خلف تداول الفيديو والضجة التي أحدثها على مواقع التواصل.

وقال: “تكلم معي مسؤولون، وقالوا لي القافلة تسير والكلاب تنبح ونحن نعرف من أنت”.

بدوره أدان ظاهر عابدين، عضو غرفة تجارة مدينة الخليل اللقاء، مشددا على أنه لا يمثل إلا من شارك به.

واعتبر أن التاجر الفلسطيني في مدينة الخليل، هو مواطن حر وشريف وصاحب مبدأ، وهو رمز للتحمل وعصي على الانكسار.

وأشار إلى أن “هكذا لقاءات حتى لو تمت مع بعض الشخصيات مهما كان مسماها وعملها، فإنها لا تمثل التاجر الفلسطيني ولا حتى المواطن الفلسطيني”.

وعلق على طبيعة العلاقة بين التجار وقوات الاحتلال، بأنها محكومة عبر جهة رسمية، هي “الشؤون المدنية الفلسطينية”.

وتحدث عن أن الإدارة المدنية تقوم بعقد لقاءات وزيارات لبعض المصانع والبيوت فيما تعقد لقاءات على الإفطار وهي “فعل فردي ولمصالح شخصية” واتهم بعض المشاركين فيها بأنهم يبحثون “عن امتيازات خاصة حيث يتصلون مع الإسرائيلي ويتواصلون معه خدمة لمصالحهم”.

وعلقت بلدية دورا جنوب الخليل، على اللقاء مشيرة إلى أنه يأتي في الوقت الذي يتصدى فيه أبناء الشعب لتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى، وحيث يتصدى الشعب لآلة البطش الإسرائيلية في جنين ونابلس والخليل وكل محافظات الوطن، فإننا نتفاجأ بتنظيم إفطار رمضاني يحضره ضباط من جيش الاحتلال.

وأضاف البيان: “إننا في بلدية دورا نؤكد رفضنا اللقاءات التطبيعية مع دولة الاحتلال، ونشجب ونستنكر هذا اللقاء ونعتبره انتهاكاً لحرمة شهر رمضان المبارك وسقطة وطنية وأخلاقية”.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى