“عويل الأهالي والتعليم”

“عويل الأهالي والتعليم”
باجس القبيلات

الغالبية العظمى من تلاميذ المدارس في الأيام الدراسية.. كانوا يلجأون إلى هواتف آبائهم وأمهاتهم من أجل الإجابة عن الأسئلة الموجودة في المواد كافة.. وبالتحديد عن طريق برنامجي”منهاجي” و”دليل المعلم”.. والبعض منهم كان يستعين با “اليوتيوب” إذا يتعصى عليه فهم الشرح من المعلم سواء كان الدرس في كتاب الرياضيات أو العلوم أو في المواد الأخرى.. علما أن وقت هذه البرامج مختصر ومفيد ويحتوي على مقدمات وشروح وتوضيحات.. ويستطيع الطلاب أن يتحكموا في أسلوب المشاهدة كيف ما يشاءون ودون ضجيج أو إزعاج..!! في حين كان ينتابهم الخجل أثناء سير الحصة من سؤال الأستاذ.. أو ثمة فوضى في الغرفة الصفية.. أو تحيل الظروف دون حضورهم إلى المدرسة.. وبالتالي عدم استيعابهم.. وهذه افتراضات أقرب إلى المعقول وأدنى إلى الجواز .
وعندما غزانا “فايروس كورونا” وفرضت وزارة التربية والتعليم نظام “التعليم عن بعد”.. أصاب أهالي الطلبة الضجر وأخذوا يتململون ويتأففون.. وعلى رأي المثل “عملوا من الحبة قبة”..!! وتناسوا أن أبناءهم على معرفة ودراية تامة بهذه الوسائل التعليمية مسبقا.. وعليهم تشجيعهم وتحفيزهم وخلق أجواء مثالية لهم فقط.. بدل النواح والعويل على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالطبع لا يمكن التكتم على ما حدث ولكن لا داعي للخوض في التفاصيل بافتراض شتى الظنون.. وعلينا أن ندرك أن البلاد تعرضت إلى ظرف طارئ ومفاجئ.. ومع ذلك ما زالت تقدم خدمة التعليم ولكن عن بعد.
والجميع يعلم كل العلم أن الطلاب قطعوا مسافة ليست قليلة في المنهاج في بداية الفصل الثاني.. وقريبا جدا سوف تعود الحياة إلى طبيعتها.. وسيبذل المعلمون قصارى جهدهم لتعويض التلاميذ عما فاتهم.. وهم على قدر المسؤولية.. والوقت طويل والمواد ليست ذات أحجام كبيرة.
وأخيرا من منا لم يداخله السأم جراء الأزمة التي سببها “فايروس كورونا”.. ولكن علينا أن نرضخ للأمر الواقع ونؤقلم أنفسنا على جميع الظروف الطارئة التي تحتاج إلى العقل والحكمة والحذر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى