عنق الزجاجة / د. حازم المومني

عنق الزجاجة

• تنويه: تم قصقصة بعض (التناعيل) غير المتوافقة ونفسية القارئ، لتصلح للنشر.
كانت رؤوسنا تترنح لأعلى وأسفل ولليمين والشمال كل من في الحافلة يترنحون في نفس الاتجاهات كسمفونية لا تنتهي.
انا (غفني من باب المسلخ) قال أحد الركاب
لا.. لا.. انا (غفطني غفط) وانا أتسكع على باب (الشسمو) رد الآخر.
(بعدك داير على مراقع فقس) رد آخر أثاره (الشسمو)
قال لي صديقي لتركب في هذه الحافلة عليك أن تخفي ملامحك بنظارة شمسيه لأنه (السائق) يعرف زبائنه كونه الوحيد الذي يخدم تلك القرية البعيدة والتي لا تسكنها انت.
طبقت ما قاله صديقي اللدود بحذافيره وها أنا اتراقص فرحا انني حققت غايتي، لكنهم (الركاب) يتشاركون في إطالة النظر باتجاهي مع التمتمة.
لم أستطع خلع نظارتي الشمسية لان اختلاط أشعة الشمس الحارة مع الأتربة المتطايرة رسمت قناعا يدفع له كثيرا من الناس للحصول عليه. وبالتالي نظارتي الشمسية اقل ضررا من تعليقات الركاب المفترضة على قناعي الطيني.
بتلاقيه (chلب وعلى اذانه طبيخ) علق أحدهم على نتيجة لانتخابات المختار الجديد. كان التعليق قاسياً على أحدهم، ربما لم يحالفه الحظ هذه المرة.
لكن سيمفونية التراقص الطبيعي تجعلني أتشبث باي نتوء حديدي امامي لكيلا أجد نفسي متلاحما مع احضان الركاب الاخرين؛ خاصة ان التراقص والترنح يزداد مع انسجام السائق مع صوت اشبه بصوت المذياع يقول: (يا ريت الزين يصفالي وينسى الزمان الماضي).
فجأة صمت الجميع، وكأن على رؤوسهم الطير. الا السائق همس قائلا (الله يستر).
صعد الحافلة رجلاً يتأبط شراً للسائق. مخالفه مروريه عنوانها (تغيير اتجاه). تعاطفت مع السائق فوراً لأن صديقي اللدود قالها صراحة لي أن هذا السائق ومالك الحافلة يفعل كل يوم نفس الأشياء لا جديد ولا تجديد مع ان اهل القرية دائماً ما يطلبون إصلاحاً لحافلته منتهية الصلاحية، لكنه يعدهم أن الإصلاح قادم حتى أطلقوا عليه لقب ابو الإصلاحات تندراً. لم توافق شعاراته الموسمية واقع حافلته (الواقع) إطلاقاً. في موسم الشتاء يقول سأصلح زجاج النوافذ المكسورة، وفي الصيف سيصلح بطانة المقاعد المهترئة لان حديد المقعد يجعل من الراكب دجاجة محمرة من شدة التوهج. لكنه قدرهم وهم قدره.
عدنا لوضع السيمفونية الاول لكن الركاب صمتوا واما السائق فصاح بصوته الأجش.
عارفين (ليش يخالفني، عشان ازعل، ولما ازعل بعمل حادث وهيك بدي أصلح واشتري قطع ينعن ابو اللي……. حchي يصل للح… الكبير)
وهنا التفت الكل نحوي
لا.. لا.. هم لا يظنون انني صاحب تلك الكنية بل ظنوا انني الراكب الخفي الذي سيوصلها لصاحبها؛ لكنني مع كل تأدبي لمن يحمل تلك الكنية لا أعرفه.
بعد سنين طويلة أستطيع ان أشير لصاحب تلك الكنية حتى وانا مغمض العينين. هل عرفته انت ايضاً؟
كتب أحدهم على مقعد الحافلة المهترئ بجانب الشباك المكسور: لن يتنبّه أحدهم لمصدر مشاكله إذا أُشغل عنها بعنق الزجاجة.
• واين عنق الزجاجة – عنوان المقال – من احداث القصة؟ يتسأل احدهم.
قلت: وهل استخدم – عنق الزجاجة – هذا للتدليل على واقع الحال فيما مضى.
(قال) عنق زجاجة (قال)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى