عندما خسرنا المعلم خسرنا الوطن

عندما خسرنا المعلم خسرنا الوطن
جميل يوسف الشبول

قبل نصف قرن كنا افضل وبعد ربع قرن من ذلك النصف خسرنا المعلم وخسرنا المدرسة وبعد ربع

قرن اخر شهد الزمان بالصوت والصورة كيف ضرب الجيعان الجيعان وانني لارى الدموع في عيني

الفاعل وما رايتها في عيني المفعول به .

مشهد مؤلم شهدته عمان وعاشه الوطن ومسؤول يصدر اوامره لابناء الوطن وذخيرته ابناء الدرك

والامن ولواء الصحراء بالامعان في معاقبة واذلالهم المواطنين كل المواطنين وكأنهم طارئون على

الدولة وعلى الوطن لا كرامة لهم ولا حقوق فمنهم من عوقب لمجرد ركوبه في السيارة وادخاله في

تحويلات حلقية واقل رحلة داخل عمان تستغرق ساعتين الى ثلاث ساعات ومنهم من عوقب بالغاز او

بركلة او بهراوة او ايداع في السجن.

كنت اراقب المشهد قرب جسر المدينة الرياضية وكنت مشفقا على رجال الامن والسير وهم يتحملون

احتجاجات المواطنين اللفظية وكنت اقول ليت الناس تتفهم ما اعطي اليهم من اوامر ونوعية العقاب

المنتظر لمن يحيد عن تعليمات المختبىء خلف زمنه البائد.

لم تكن مطالب المعلمين مقتصرة على العلاوة التي رفعت على رؤوس الاسنة للاساءة للمعلم على

اهميتها واستحقاقها ومحاولة الالتفاف عليها فقد كان للمعلم مظالم كثيرة اخرها استخدامه كشاهد

زور على مناهج يجري العبث بها بما لا يحقق مصالح الاجيال فقد رفض المشرفون التربويون التوقيع

على المناهج عندما طالبوا بكتاب المنهاج ودليل المعلم ولم يكن متوفرا وطلب منهم التوقيع على

بعض المعروض من المنهاج على اجهزة “الداتاشو”.

قبل نصف قرن كان المعلم معلما ومرشدا اجتماعيا ومصلحا وكان محط احترام الناس وكان مكتفيا من

عمله وعلمه ملكا للمجتمع حتى ان بعضهم كانت تناط بهم مهمة تنظيم عقود الزواج والقاء خطبة

الجمعة والسعي في شؤون الناس .

عندما خطط في ليل على هدم الوطن بدأ الهدم بالجدار الاقوى وهو المعلم وعرينه المدرسة الحكومية

تحت شعارات عدة فافقر المعلم وفقد كرامته وبالتالي احترامه حتى امام تلاميذه فكم من معلم اعتقل

بشكوى من طالب حاول اصلاحه او ردعه عن موقف يسيء للعملية التربوية وباوامر عليا ولا زلنا

نتذكر قصة الكرت الاصفر والرجوع خطوتين واشهار الكرت مرة اخرى .

قبل نصف قرن من الان كانت المدرسة الحكومية مدرسة نموذجية وكانت حديقة المدرسة يلفها سياج

من اشجار السرو وفي الداخل ممرات ودوار صغير في الوسط واحواض يزرعها الطلاب بواقع متر

مربع للطالب الواحد وبعد نصف قرن اصبحت المدرسة الحكومية اشبه بمكرهة صحية الا القليل

وعدد طلاب الغرفة الصفية الان 3 امثال ما كان قبل نصف قرن .

قبل نصف قرن كان لدينا وزارة والان لدينا شبه وزارة واشباه وزارات وعشرات المبادرات وتجارب

لا تنتهي ونتائج موجودة على الارض ومناهج لا علاقة للوزارة بها والاصل ان الوزارة بيت الخبرة

التعليمية ومستودع ذخيرتها .

نقول لمعالي من حمل امانة المناهج احذر فالمطلوب من يستطيع ان يتحمل وزر ما جرى من تخريب

ونقول لك هل تستطيع اعادة الصفحة الخاصة ببطل الاردن فراس العجلوني وان تكون هناك وحدة او

وحدات في كتاب التربية الوطنية تتحدث عن ابطال الاردن والتضحيات التي قدمها الاردنيون اتستطيع

ان تعيد درس “الظلم مؤذن بخراب العمران لابن خلدون” والظلم قضية راهنة تحتاج ان نحاربها .

للاوطان جيوش وجيشها الاول المعلم وميدان التدريب المدرسة فلا تخربوا اوطانكم وتقتلوا الجيش

بالجيش .

سيلتف الاردنيون حول معلميهم التفافهم حول جيشهم في كل المحن التي تعرض اليها الوطن ولن

يخذل الاردني جيشه مهما حاولوا التبديل في الاهداف والعقيدة العسكرية واعلموا ان الفاسد مغادر

والقاسي سيكسر والمواطن لن يعصر والعاقبة للمتقين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى