عندما تحدث معالي الوزير . . ! / موسى العدوان

عندما تحدث معالي الوزير . . !

تحدث قبل يومين معالي وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنه، من خلال صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي، منتقدا بيان المتقاعدين العسكريين الذي صدر بتاريخ 10 / 9 / 2017. وقبل أن أعلق على نعيق معاليه، دعونا نرى مضمون ذلك البيان الذي وجهوه إلى الملك باعتباره رأس الدولة، ونحكم للبيان أو عليه بكل تجرد وحيادية.
ذكر البيان في مقدمته أنه بناء على التطورات الداخلية والإقليمية التي يتعرض لها الوطن والشعب الأردني، فقد ناقش المتقاعدون العسكريون مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية، لاسيما التوجهات الحكومية بفرض مزيد من الضرائب على المواطن الأردني، وطالب بالنواحي التالية :
1. إلغاء التعديلات التي جرت على الدستور وحمّلت الملك المسؤولية نيابة عن السلطة التنفيذية.
2. وقف التدخلات في مفاصل الدولة وتأكيد استقلالية السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية.
3. تطبيق قانون ضريبة الدخل الجديد يمس الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، ويستهدف زعزعة أمن الوطن والتهيئة للنظام البديل.
4. تشكيل حكومة إنقاذ وطني قادرة على فتح ملفات الفساد المالي والإداري، والذي يمهد للتصفيات السياسية على حساب الأردن الشعب والهوية ونظام الحكم.
5. مواجهة من يتآمر على الوطن من خلال ما يسمى ب ” الخيار الأردني “.
وهنا أود أن أوجه لمعاليه الأسئلة التالية :
1. هل توافق على هذه المطالب أم تخالفها ؟ وإن كنت تخالفها نرجو بيان الأسباب التي تتبناها ؟
2. ألا تعتقد بأن استقلال السلطات الثلاث هو المبدأ الأساسي في الديمقراطية، ويحصّن الملك من تحمل المسؤولية ؟
3. أين الردح والسباب والعنترية والمزايدة والتحريض والتعبئة السلبية، التي ادعيتها في منشورك البليغ ؟
4. هل أنت مقتنع بمنطقك الذي يقول : ” حيث يتصرفون وكأنهم مشرعون دستوريون “. وتقول في عبارة أخرى : ” أنهم ينيبوا أنفسهم عن الملك والبرلمان فيقرروا من هو رئيس الوزراء “. منطق عجيب من معاليك . . !
5. ثم تنصح مصدري البيان : ” بالالتفات إلى مطالبهم المعيشية والنظر إلى المشهد الوطني بكليته . . وهم الذين يجب أن يكونوا الأكثر حرصا وتفهما “. أليس في كلامك هذا تناقض واضح ؟ ثم من يستجيب للمطالب المعيشية والحكومة شبه مفلسة وأنت أول من يلومهم إذا ما تقدموا بتلك المطالب في هذا الظرف ؟
6. لماذا لا تقود معاليك حوارا وطنيا ليستقر قانون ضريبة الدخل كما اقترحت ؟ وها نحن بانتظار ما تسفر عنه حواراتك ؟
7. هل يمكن أن تدلنا معاليك عن الخدمات الجليلة التي قدمتها للوطن، سوى أحاديث الندوات والظهور على الشاشات الفضائية بكلام تنظيري لا يسمن ولا يغني من جوع.
نعرف أن هذا موسم الإشاعات والاستعراضات لإجراء تعديل أو تغيير وزاري، وربما كان هذا السبب في لومك لهم على ذكر اسمين مقترحين لرئاسة الوزراء، فأخطأوا بعدم ذكر اسمك ثالثا لهما. وهذا واضح من قولك : ” بل وينيبوا أنفسهم عن الملك والبرلمان فيقرروا من هو رئيس الوزراء “. كلام جميل من معاليك وله مغزى عميق يخصك . . !
لا أعرف ما هي الصفة التي تقمصتها يا معالي الوزير، لتفلسف مطالب المتقاعدين الوطنية وتحولها عن سياقها النبيل إلى متاهات مظلمة ؟ فهل أنت مكلف بهذا النعيق أم متطوعا لأدائه ؟ وقبل أن تزايد على المتقاعدين العسكريين، بالوطنية والحرص على الأمن ومصلحة الوطن، أذكّرك بأن عرقهم إن لم تكن دمائهم سالت على كل بقعة للدفاع عنه، في الوقت الذي كنت أنت تعمل به مسوقا للبيض، في إحدى الشركات التجارية.
وإن كنت تفاخر بأنك أصبحت في مرحلة معينة وزيرا للداخلية، فإننا نعرف الظروف التي أوصلتك إلى ذلك المنصب في غفلة من الزمن . . ! ومع كل هذا فإننا نقر أن لك الحق في أن تعبر عن رأيك كما تشاء، ولكن ليس من خلال القفز فوق منصة المتقاعدين العسكريين، للوصول إلى مبتغاك.
وفي الختام أسألك ماذا تعتبر مقطوعتك الأدبية السياسية هل تصب في مصلحة الوطن ؟ لقد سبقك في إتباع مثل هذا الأسلوب الكثيرون، وحققوا نجاحا مميزا حسدهم خصومهم عليه. فنبارك لك هذا اليوم بما أنت مقبل عليه . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى