عمل الخير مهما كان بسيطا

عمل الخير مهما كان بسيطا
موسى العدوان

في مصنع لتجميد وتوزيع اللحوم، كان يعمل هناك رجل اسمه ” جوان “. وفي أحد الأيام وبعد أن انصرف الجميع، دخل جوان إلى غرفة التبريد، ليتحقق من أنها تعمل بشكل جيد أم لا، فانغلق باب الغرفة عليه، والذي لا يمكن فتحه إلا من الخارج.

ورغم معرفته أن الجميع قد غادروا المكان، ولن يسمعه أحد إذا ما طلب النجدة، إلا انه بدأ بالصراخ دون توقف فلم يستجب له أحد.

وبعد خمس ساعات فتح حارس المصنع باب غرفة التبريد، لينقذه وهو في الرمق الأخير.

سألوا حارس المصنع بعدها: كيف عرفت أن جوان في داخل غرفة التبريد ؟ فقال: أنا أعمل هنا منذ خمسة وثلاثين عاما، والموظفون بين داخل وخارج ولا أحد يأبه لي. وحده جوان إذا حضر في الصباح ابتسم في وجهي ابتسامته الحلوة، وقال لي : صباح الخير. وإذا حان وقت الانصراف، كان جوان عن دون الجميع يأتي إلي مبتسما، ويتمنى لي مساء جميلا.

لقد أفتقدته في ذلك اليوم، وقلت لنفسي : لابد أن مكروها حصل لجوان. لهذا بدأت أبحث عنه إلى أن وجدته في غرفة التبريد يرتجف من شدة البرد.

* * *
المرجع : أحاديث المساء للكاتب أدهم شرقاوي.

* * * التعليق :

إذا صنعت معروفا بسيطا مع أحد الناس، فقد يرتد عليك بأضعاف ما قدمت. وإذا صنع معك أحدهم معروفا فلا تنساه أبدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى