عربي جداً وأردني جداً !! / عبد المجيد المجالي

عربي جداً وأردني جداً !!
عبد المجيد المجالي

رحم الله الطبيب الإنسان والقامة الوطنية والعروبية د.محمد الحباشنة،فعندما ترشح الأمير علي لانتخابات الفيفا للمرة الأولى ولم يحالفه الحظ أطلق بعض الجهابذة هاشتاغ سخيف جداً بعنوان “أنا أردني مش عربي” ،فرد عليهم الحباشنة بمنشور طويل كان فيه شفاء للصدور،وختم منشوره قائلاً :”من يتبنى و يتغنى بشعار بل بسعار ( أنا أردني ولست عربي ) لا تسرني أبدا صداقته. فأنا أقر بتهمتي انني عربي جدا و أردني جدا مع سبق الإصرار و الترصد و بضميري الواعي و اللاواعي . و في الاْردن هذا الوطن المتفجر بعروبته ، لن اخسر كثيرا من الأصدقاء ” !

كثيراً ما أتذكر هذا الرجل،لكنني تذكرته جداً خلال الأيام الماضية وأنا أقرأ منشورات مخجلة تسيء للأشقاء السوريين وتحملهم ذنوب سواهم، فضلاً عن منشور محزن وينم عن جهل كبير جاء فيه “إذا كان تحرير العرب بسقوط الأردن فليسقط العرب ولتحيا الأردن”، ولا ننسى عبارة “كثر التهلي بجيب الضيف الوسخ” التي تعود للواجهة كلما “دق الكوز بالجرة ”

أنا أيضاً أقر بتهمتي أنني عربي جداً وأردني جداً ،وأشعر بنشوة عارمة كلما وقعت عيني على الآية الثانية من سورة يوسف والتي تقول {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}..

أقر بتهمتي أنني عربي جداً وأردني جداً وأصلي لله دائماً أن يعود مجد العرب كما كان سابقاً،لأن رفعة العرب ستعود بالنفع علي وعلى وطني ، فلا قيمة لوطني من دون العروبة ،ولا قيمة لي لولا عروبتي !!

أقر بتهمتي أنني عربي جداً وأردني جداً،ويستولي الفرح على قلبي عندما يرسل لي أحد المتبرعين الأردنيين مبلغاً من المال طالباً مني أن أوزعه مناصفة بين عائلة أردنية محتاجة وأخرى سورية أضناها الفقر،وتستوطن السعادة روحي عندما أشاهد وصية الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد بأن يدفن في الأردن لأن العراق محتل ولأن عمان صارت بغداد بالنسبة إليه وقد تحقق له ما أراد..

أقر بتهمتي أنني عربي جداً وأردني جداً ،وأؤمن أن قدر الأردن الطيب بأهله وأرضه أن يبقى ملجأ من لا ملجأ له، وبديلاً لكل الأوطان التي سرقت ولكل ابتسامة أو فرحة حُرمت على الناطقين بلسان الضاد،وأقولها للمرة الثانية والثالثة والألف: روحي لكل الأشقاء إذا ضاق بهم وطني !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى