طقس العرب

طقس العرب / #يوسف_غيشان

حينما حلق الطيار الأمريكي تيبيت وطاقمه، كان معه، فقط، قنبلة كبيرة، ومزود بأربعة أهداف محتملة، حيث قال له قائده:

  • إن القاء القنبلة الخاصة على هدف من الأربعة يتوقف على جودة الأحوال الجوية ، ويجب إسقاطها على إحدى المدن التالية كوكورا، نيجاتا،هيروشيما،ناغازاكي.
    كانت القيادة الأمريكية قد استبعدت مدينة كيوتو من القائمة، نظرا لما لها من أهمية تاريخية لدى اليابانيين، وربما حتى يستطيع الرئيس الأمريكي الحالي الإنسحاب من اتفاقية كيوتو الخاصة ببيئة الأرض.
    تلقت طائرة تيبيت، في فجر السادس من آب عام 1945 رسالة مشفرة من الراصد الجوي في طائرة الاستطلاع التي سبقت طائرته بنصف ساعة تقول:
  • أحد الأهداف تحجبه الغيوم تماما،والثاني لا يكاد يرى، لكن هناك هدفا واضحا، لكن الغيوم تغطي ثلاثة أعشاره، لذلك ننصحك بأن تلقي القنبلة عليه أولا.
    وهكذا سقطت القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية .. وأبادتها وقضت على 140الف إنسان، بسبب نزوة من الطبيعة، التي شاءت ألا يكون سماء المدينة مغطى بالغيوم تماما في تلك اللحظة بالذات.
    لاحظوا هنا أن سوء الحوال الجوية، إن صح التعبير، أنقذ ثلاث مدن ودمر واحدة، ثم دمر واحدة اخرى من المدن الثلاث(ناجازاكي) بسبب انفراج الطقس قليلا، فمات 80 ألف انسان.
    يعني هذا إن صفاء الطقس وسطوع الشمس، ليس دائما دليلا على الراحة ويتوجب علينا التعبير عن امتنانا للطبيعة التي وهبتنا هذا الطقس الرائع.
    قبل قرن تقريبا كتب الشاعر السوفييتي العظيم ماياكوفسكي قصيدة معناها بتصرف غير دقيق:
    “خرجت من البيت صباحا، كانت السماء صافية والطقس رائعا..شعرت بالفرح والنشوة، وقلت لنفسي، من العار علي أن أهب هذا اليوم الجميل لرب العمل”
    ربما قالها مايكوفسكي ، وانتحر في ذات الفترة.
    نعود لصفاء الجو
    نعود لطقس العرب …..
    فقد اقتربت أيام الغيوم على النفاذ…. قريبا سيكون الطقس رائعا ومناسبا لإلقاء قنبلة الرحمة.
    وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى