سواليف
بعد جهدٍ طويل، ومحاولات متعددة، تمكن فريق طبي أردني برئاسة الدكتور يحيى خريسات، من تخفيف المعاناة عن المرضى فاقدي البصر؛ بتركيب عيون صناعية بدلاً عن تلك التي فقدوها نتيجة الحوادث التي كانوا قد تعرضوا لها.
وتقوم الفكرة على تفصيل عيون اصطناعية وفق خطوات تبدأ بأخذ طبعة من محجر العين وهو المكان الذي استؤصلت منه العين، وبناء على هذه الطبعة يتم تصنيع العين الاصطناعية بأبعادها كاملة بما يتلاءم مع مواصفات العين الخاصة بكل مريض.
– ابتكار فريد
ويقول الدكتور خريسات . فيما يتعلق باختيار لون بياض العين ولون القزحية وحجم البؤبؤ، فإننا نقوم بتنسيق هذه الألوان بالرسم بعدة طرق تصل إلى حد كبير من التشابه مع العين الأخرى (غير المصابة) للمريض وتصنع هذه العين من مواد آمنة جداً بحيث أنها لاتؤدي إلى أي التهابات أو افرازات وتمكن المريض من ارتداءها من دون أدنى معاناة أو شعور بوجودها وإذا اضطر إلى النوم فيها فإنه يستطيع ذلك من دون حدوث أي مضاعفات”.
ويضم الفريق أربعة من المختصين العرب في علم العيون الاصطناعية المتحركة من أصل 27 متخصصاً في العيون الاصطناعية على مستوى العالم، حيث يجيد هذا الفريق العربي صناعة العين الاصطناعية بثماني طرائق مختلفة، وهذا ما يميزهم عن نظرائهم في العالم بشكل عام والأردن وفلسطين بشكل خاص، حيث قام الدكتور خريسات بتدريب طلبة من كلية الطب في قطاع غزة بهدف تركيب عيون صناعية لسكان القطاع، خاصة أن نسبةً لا بأس بها من المواطنين فقدوا أبصارهم نتيجة الحروب الثلاث التي تعرض لها القطاع منذ العام 2008.
ويشير الدكتور خريسات إلى أن العين الاصطناعية تسمح للمريض بإغلاق الجفون بشكل مريح، وتمنحه الشعور بالثقة بالنفس؛ لعلمه بعدم قدرة من حوله على اكتشاف مشكلته المرضية هذه نتيجة الدقة في التطابق بين العينين، ومن المميزات الأخرى للعيون الاصطناعية التي تصنع بطريقة التفصيل والحقن أنها تدوم فترة طويلة من دون الحاجة إلى تغييرها إلا عند الأطفال، وذلك بسبب تغير حجم الفراغ لديهم نتيجة تطور المراحل العمرية التي يمرون بها”.
– زوال الشعور بالحرج
ويروي إيهاب صدقة معاناته التي استمرت على مدار عامين نتيجة تعرضه لحادث سيارة، وفقده البصر في عينه اليمنى: “تعرفت من خلال أحد أصدقائي على الدكتور يحيى خريسات، وهنا بدأت أعيد شيئاً من ثقتي بنفسي، من خلال إيجاد الدكتور خريسات طريقةً جديدة لمشكلة عيني، حيث إنني كنت أخجل من رفاقي لبشاعة عيني بعد الحادث، إلا أن المركز الذي يعمل فيه الدكتور يحيى استطاع تركيب عين صناعية مكان التي فقدتها، وأنا الآن في وضعٍ نفسي أفضل بكثير من السابق”.
يذكر أن أول فريق متخصص في العيون الاصطناعية المتحركة على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط، يشمل أربعة من المختصين العرب في علم العيون الاصطناعية المتحركة، ويضم الفريق د.يحيى محمد خريسات، د.صبري محمد حجاج، د.يوسف زياد حسين، د.فؤاد مفيد الصيفي.
وحول آلية عمل العين الصناعية يقول الدكتور خريسات: “تصنع العيون الصناعية المتحركة من البلاستيك، وتحديداً من مادة الأكريلك، وهي مادة بلاستكية عالية الجودة، يمكن تشكيلها وتلوينها وتلميعها بالشكل واللون المناسبين، وهي مقاومة للكسر، حيث نقوم بتصنيع عين صناعية لكل مريض على حدة حسب حالته، وحسب حجم العين، بعد أخذ القياسات وقالب التجويف للعين، بعدها يتم تلوين العين الصناعية بالألوان الصناعية المماثلة للعين السليمة، ورسم الشرايين الحمراء على الجزء الأبيض لتكون أقرب ما تكون من العين السليمة، في حين يستغرق تصنيع العين من 3 أيام إلى أسبوع حتى تصبح مطابقة تماماً للعين السليمة.
– براءة اختراع
في المقابل تمكن الدكتور يحيى خريسات من تسجيل براءة اختراع جديدة لإنشاء لغة جديدة عالمياً للمكفوفين بديلة عن لغة بريل العالمية المعتمدة في كافة الدول لمساعدة المكفوفين على القراءة والكتابة، وقال الدكتور خريسات إنه استطاع إيجاد مادة جديدة للتواصل بين المكفوفين؛ وذلك لمساعدتهم على القراءة والكتابة، سميت لغة (sky language)، وهي تختلف تماماً عن لغة بريل، حيث تعتمد هذه اللغة على على نظام النقاط للحروف والكلمات بحيث يستدل الكفيف على الحروف من النقاط الموجودة أمامه”. وأشار الخريسات إلى أنه قام بتعميم تجربته في الأردن، وقام بنقلها إلى مركز الأطفال المكفوفين في طبربور، وتم تشكيل فريق عمل متكامل من أطباء وأطفال وتدربوا على طباعة منهاج لهم عبر لغة sky حيث استطاع جميع الأطفال التعامل مع اللغة خلال شهر.
الخليج اونلاين