مسلسل الجولات الوزارية سيعيدنا إلى الدواوير

مسلسل الجولات الوزارية سيعيدنا إلى الدواوير
معاذ مهيدات
تابعنا خلال الأيام الماضية مسلسل طرد الوزراء من اجتماعات تسويق قانون الضريبة في المحافظات، ولا أعلم سبب الاستمرار بهذا العرض الهزلي، مع وضوح فشله منذ البدايات في الطفيلة،وتكمن خطورة استمرار هذا المشهد، في اهتزاز صورة المسؤول في أعلى مستوياته في ذهنية المواطن الأردني، وهي ظاهرة خطيرة، والأخطر أن الإعلام الرسمي الاردني يبث اخبار طرد الوزراء،مما يعزز فكرة تكرار هذا المشهد الذي بدأ مع رئيس جامعة آل البيت، مما ينذر بعواقب وخيمة خلال الشهور القادمة، إن لم يتم إصلاح المنهجية في التعامل مع المواطن الأردني.

أعتقد أنه لو لم تتم جولات الفرق الوزارية بهذه الصورة، فإن القانون سيتم إقراره من قبل مجلس النواب بردة فعل شعبية أقل، ولن تكون كتلك في حال إقراره بعد هذه الجولات الهزلية التي شحنت الشعب وأيقظتهم، وسيكتفون في الأولى بندب حظهم و شتم الحكومة في الجلسات العائلية المغلقة، فلو كنت مكان دولة الرئيس، لأوقفت هذا المسلسل منذ البداية، فالعواقب سلبية ضد حكومته مستقبلا، فالحذر الحذر من نزول الشعبإلى الشارع،ناصحا حكومة الرزاز ان تستوعب ماجرى، وتبدأ بعملية تصحيح وتخفيف على المواطنين وعدم العبث في صبره.

يتساءل الجميع إن كانتالحكومة صماء، ترسل ولا تستقبل، الناس تسألها عن الفساد وهي تجيب عن صندوق النقد الدولي، ردة فعل الشعب في المحافظات بمثابة استفتاء شعبي عام برفض قانون الضريبة، فالمغامرة بإقراره يعني اقتراب يوم القيامه الحكومي على الدوار الرابع وكل الدواوير والمثلثات والمربعات في المملكة..

سؤالي لرئيس الحكومه: ماذا تنتظر بعد رفض تسع محافظات من اصل اثنتي عشرة لقانون الضريبة، وهناك توجه نيابي كذلك ضد القانون، إن وفوا أصحاب السعادةبالعهد ، فنصيحتي لشخصك الكريم أنتعيد حساباتك و قرارك، بالتراجع فالتراجع ليس بعيب، و برأيي المتواضع عليك باكثر من نصف وزرائك، الذين حملوك وزرتوزيرهم، فمن لم يستطع المواجهة و الدفاع والإقناع بوجهة نظر الحكومة، فإنه لايستحق لا الكرسي ولا النمرة الحمراء ولا الرواتب ولا طواقم المدراء و السكرتاريا، فعليك بهم.

ماهكذا تورد الإبل يادولة الرئيس، فإقرار القوانين لايتم في الساحات والشوارع العامة، فقد أعدتنا آلاف السنين للوراء، عندما كان الشعب كاملا يجتمع في ساحات أثينا، أما اليوم يوجد مجلس للأمة يقر القوانين، لذاعلى الشعب أن يصحو من غيبوبته، وينتخب القوي الأمين بدلا من أشباه نواب نائمين في المجالس.

يادولة الرئيس احذر تأزيم الشارع العائد لا محالةإلى الدواوير!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى