صفقة الغباء الهراء
المهندس عبدالكريم ابو زنيمه
خلال المسرحية هابطة الاخراج اعلن ترامب مضمون صفقته المشؤومة لتصفية القضية الفلسطينية مزدريا بذلك الشرعية الدولية ومهينا ميثاق الامم المتحدة ومتجاوزا لكل قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بحل القضية الفلسطينية والتي تطالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 واعتبار كل المستوطنات غير شرعية ، هذه الصفقة عبرت بشكلها ومضمونها واخراجها عن الوجه القبيح للولايات المتحدة الامريكية وعدائها لامتنا العربية ومصالحنا وهي ساقطة منذ لحظة اعلانها ،فمن ابسط شروط الصفقات وجود طرفي الصفقة البائع والمشتري ، في زمن الخنوع والذل والمهانة وحكام العار العرب قد يجدون المشترين او الممولين لعملية الشراء ولكنهم لن يجدوا بائعا فلسطينيا واحدا ذكرا ام انثى لاتمام الصفقة .
نحن مدينون لترامب وصفقته بأنه اعاد للقضية الفلسطينية وهجها لدى الملايين من الشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم وبأنه قد سّرع من النهاية الوجودية لهذا الكيان الغاصب ، وبذات الوقت فضح الادوار الوظيفية لكثير من حكام الذل الذي يهينهم ويوبخهم على مدار الساعة وفي كل مناسبة ويبادلونه التصفيق والمديح ودفع الجزية .
المطلوب فلسطينيا مواجهة هذه الصفقة ليس بالرفض والادانة والتصريحات وانما بأجراءات عملية تعيد ترتيب البيت الفلسطيني توافقيا فيما بينهم بما يضمن تشكيل جبهة نضالية وطنية تحت قيادة موحدة معفرة بتراب الخنادق ورائحة البارود تنهي اتفاق اوسلو وسراب التفاوض والتنسيق الامني والاعتراف بدويلة الكيان الصهيوني ، قيادة ثورية لم تتذوق دسم التفاوض والعيش في الفنادق، قيادة تستنهض همم وطاقات الشباب الفلسطيني والعربي لدحر العدوان وتنحاز لمحور المنطقة وتكون في طليعته .
المطلوب اردنيا وهو المتضرر الاكبر من هذه الصفقة ان يعلن بشكل واضح رفضه لهذه الصفقة وكل ما يترتب عليها وان تستجيب الحكومة التي طالما تغنت بالديمقراطية ودولة المؤسسات لمطالب شعبها وقرار البرلمان بانهاء اتفاقية الغاز وكل اشكال التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني ، على القوى السياسية والنقابات المهنية وفعليات المجتمع المدني وكل الاحرار في هذا الوطن التوحد في جبهة وطنية واحدة لمواجهة المخاطر التي تهدد وجودنا وان تتلاحم مع الجبهة الفلسطينية لاسقاط الصفقة وانطلاق بداية التحرر.
على الشعوب العربية بكافة قواها وتنظيماتها التنسيق فيما بينها لاعداد الاليات والاجراءات العملية لتقديم كافة اشكال الدعم لتعزيز صمود ونضال الشعب العربي الفلسطيني.. فهذا هو زمن الشعوب وهذا هو زمن الفرز الحقيقي بين الوطنية والخيانة..بين العزة والذلة..بين المهانة والكرامة..على الشعوب العربية الان التمييز بين جهاد النكاح والجهاد في سبيل الله.
صفقة الغباء والهراء ستسقط والكيان الصهيوني سيندحر والغطرسة الامريكية الى زوال هي واذنابها في المنطقة..الارادة الفلسطينية النضالية والتضحيات اقوى من كل مؤامراتهم وجبروتهم..والصفقة لن تمر ما بقيت صبية فلسطينية تسرج خيوط الصبح لتقطف الزيتون والزعتر والدحنون
