.هلال الاصلاح!!

[review]
خاص بـ خبرني

منذ شهر ..وتحديداً قبل رمضان بيومين ، تعربش أكبر ابنائي "عبّود" الى ظهر الخزانة لينزل هلال رمضان ،طامعاً منّي ان اقوم بتعليقه على نافذتنا الغربية أسوة بباقي بيوت الجيران، فوضعه على مقربة مني على كرسي قريب في غرفة الجلوس التي عادة ما أمضي بها جلّ يومي بين الكتابة والقراءة و"الصرمحة الانتنرتية" و"التمغيط".. مسكين اعتقد بأن وضع "الهلال " على بعد متر ونصف مني كفيل ان ينشّط غدّة "قلّة الخواص والكسل" التي أعاني منها منذ الولادة..

مضى الشهر وهو يذكّرني بشكل يومي:يابا علقلنا القمر!!..فأقول له بعد الفطور يابا..وبعد الفطور :اقول له، الصبح احسن يابا!!..وهكذا دواليك ..حتى جاء العيد ، والهلال ما زال مرمياً على الكرسي كما كان قبل ثلاثين يوماً . في رمضان "لا وقت للوقت" كما يقول محمود درويش..ولا نفس للوقت ..ولا وقت للنفس ايضاَ ..حتى ان المرء ليعجز عن انجاز المهام الصغيرة الموكولة اليه بإخلاص وامانة ، مثلاً ساعة الحائط التي في المطبخ تحتاج الى تبديل بطارية منذ السادس من رمضان.. الى الآن متوقفة عند الساعة الثانية والربع..سجّادة الصالون تطوف معي في "طبون" السيارة منذ أسبوعين بين المدن ولا أذكر ضرورة غسلها الا عند السحور..حتى كتابة المقال اليومي صار نزاعاً نفسياً ، وسباقاً مع الزمن لكتابته قبل "إمساك" المطبعة..وقبل ان يتبين خيط رضا التحرير الأبيض من خيط استيائهم الأسود.. اعتقد ان "قلة الخواص" التي عانيت منها طيلة الشهر..لم تخصني وحدي..فهناك "قلّة خواص" وطنية وحكومية..وهناك "تمغيط" وتثاؤب رسمي في فهم المرحلة..

منذ الربيع العربي ونحن نقول لكم: علقولنا هلال الاصلاح..وانتم تماطلون بنا: بعد تونس ان شاء الله..علقولنا هلال الاصلاح: بعد مصر ان شاء الله..علقولنا هلال الاصلاح: بعد ليبيا احسن يابا ..علقولنا هلال الاصلاح" بعد اليمن ان شاء الله علقولنا هلال الاصلاح ..بعد سوريا احسن يابا..