صدور ديوان الشاعر السوداني محمد عبد الباري …”لم يعد أزرقا”

سواليف

صدر عن دار تشكيل للطباعة والنشر والتوزيع في المملكة العربية السعودية/ الرياض ديوان “لم يعد أزرقا”، للزميل الشاعر السوداني محمد عبد الباري، وبالتزامن مع الطبعة الأساسية التي ستصل لأغلب المنافذ في العالم العربي، ستتم هنالك طبعة عن جامعة الخرطوم في السودان، وستتزامن معها طبعة ثالثة من دار نشر قاهرية.
وفي سابقة ثقافية، يحتوي الديوان الرابع للشاعر على ثلاث لوحات فنية من أعمال الفنان السوداني العالمي إبراهيم الصلحي، إضافة إلى لوحة الغلاف.
يذكر أن الزميل الشاعر عبد الباري أقام في الأردن لسنوات، كان يدرس خلالها الأدب العربي في الجامعة الأردنية، وله مشاركات ثقافية عديدة ضمن الوسط الثقافي الأردني.
ومن قصائد الديوان قصيدة: خلاف شخصيّ مع الوقت
كم أنتَ تتخذُ الهواءَ ملامحا *** وتزورُني لا غامضاً لا واضحا
ملكُ الشفافيّاتِ إذ تأتي ولا *** تأتي وتتركُ في المكانِ روائحا
لكَ فيّ عاداتٌ وأصبحَ دائماً *** متصالحاً معها دمي متصالحا
منها تسارُع كالذي ينتابُني *** برقاً ويعبُرني حصاناً جامحا
هذا ونزفُك فيّ أصفرَ موحشاً *** في مثل نزفِ البحر أزرقَ مالحا
حتى أسى التوقيت ثمة دائماً *** خطآن بينهما أظلُ مُراوحا:
خطأ التسرع يا تسرعيَ الذي *** لمس المكانَ مهاجراً لا سائحا
خطأ التأخر يا تأخريَ الذي *** منعَ المراثي أن تكونَ مدائحا
يا وقتُ يا موتي الذي يختصني *** وبلا دمٍ يمتدُ فيَّ مذابحا
يرتدُ شرحي عنكَ لحظةَ لم يزل*** معناكَ خلفَ النص يطلبُ شارحا
عدّادُ ماذا أنتَ؟، حولي لا أرى*** إلا السكونَ ملوّحاً ومصافحا
لا وحيَ يكشفُ لي الأعالي لا مدىً*** ما زالَ في أفق الكتابةِ صالحا
لا روحَ في الروحيّ تجري كي أرى*** معنايَ يصعدُ في المآذنِ صادحا
لا حكمةً قبل المقابر باسمها *** قد يبعثُ الموتى إليَّ نصائحا
لا فارساً بينَ الملوك يسيرُ بي *** ليدّقَ أبوابَ المدينة فاتحا
لا مُستعاداً في الأغاني لا رؤىً *** تكفي ليفتتحَ الخيالُ مسارحا
لا رجفةً بين الضلوعِ ولا هوىً*** آتيه مجروحاً وأذهبُ جارحا
يا أنت يا وقتي ويا الحمّى التي *** منها أحاولُ أن أقومَ مكافحا
دعني أراكَ فإنني ما زلتُ في*** رؤياكَ أشكو النقصَ نقصاً فادحا
أرجوك كنْ قصراً يدلّلُ مترفاً *** أو خيمةً تؤوي إليها نازحا
كنْ ما أردتَ خسارةً، ربحاً فكم *** علّقتني لا خاسراً لا رابحا
كنْ لي وإلا من غيابكَ واسني *** بجنازةٍ ليست تضجُّ نوائحا
ما عدت أحتملُ الوجودَ، أنا أرى*** في كل أشكالِ الوجودِ فضائحا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى