شَــحّـــــادون بـــلا حــــدود …!!! / د . نـاصـر نـايــف الــبـزور

دَرْدَشِــة تــالـي الــلـيـل

شَــحّـــــادون بـــلا حــــدود …!!!

كنتُ بالأمس أشاهد و أستمع مستمتعاً إلى حشود الغاضبين من تولَي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب و هم يطوفون شوارع الولايات المتّحدة، و كانوا يُردّدون عبارة “أمريكا ليست ترمب… أمريكا ليست البيت الأبيض… أمريكا ليست الكونجرس…. نحن أمريكا… الشعب هو أمريكاWe are America… …America is us…” ! طبعاً، ما حدا راح على بيت خالته بتهمة التحريض أو التحقير!

عندها تذكّرتُ عبارة كنتُ قد كتبتها قبل أسبوع عبر موقع سواليف قلتُ فيها: “الوطن ليس حكومة عابرة عمرها سويعات…. الوطن هو ملحمة وجود و فداء و عطاء أبطالها أفراد الشعب، و زمانها خلود الحضارة، و مكانها سرمدية الأرض…..”!

مقالات ذات صلة

اغرورقت عيناي بالدمع و أنا أرى تلك المشاهد و أتفكّرُ في قرارات الحكومة المتعاقبة بفرض الضرائب و رفع الأسعار على الكثير من السلع و نيّتها فرض ضريبة دينارين على خطوط الخلوي و خدمات الواتس و الفيس….الخ…الخ… الخ… و الحبل على الجرّار!

بالطبع فإنَّ الغاية نبيلة في تسديد العجز في الموازنة و مواجهة تضَخّم المديونية الهائل، لكنَّ الأساليب ليست نبيلة بل كما يقول المصريّون “منيِّلة بنيلة”…. و التشابه بين حروف “نبيلة” و “بنيلة” ليس من محض الصدفة!وقد يكون هناك ثلاثة حلول للأزمة الاقتصادية من و جهة نظري المتواضعة، قد نأخذ بأحدها أو بها جميعاً:

الحل الأول: أن يقوم كل مواطن بدفع مقدار حصّته من الدين و البالغ 4000 دينار على كل فرد أردني؛ و أنا أوّل أردني مستعد لفعل ذلك رغم ضيق اليد؛ لكنَّ الملايين لن يكون بمقدورهم فعل ذلك!

الحل الثاني: أن يقوم الشعب ببيع المسؤولين عن الفساد و تحصيل المليارات المنهوبة كما فعل العز بن عبد السلام عندما باع قادة البلاد من المماليك!!!

الحل الثالث: أن تقوم الحكومة بتوفير تصاريح سفر و تأشيرات دخول لجميع أفراد الشعب لتسهيل سفرهم إلى دول الخليح و بعض البلدان الأوروبية المليئة “بالهُـبَـر”… ليقوموا “بالشِـحــدة” و يعودوا على الوطن بالمليارات من العُملة الصعبة سنوياً؛ فهذا زمن العولمة فلا بأس بأن نُصبح “شَــحّـــاديـــن بلا حُـــدود” أسوة بـ “أطِبّاء بلا حُدود”، و “مُحامون بلا حدود”… و ما حدا أحسن مِن حدا!

و إذا كان هناك البعض مِمّن تمنعهم ثقافة العيب، عندها يمكننا أنّ نقوم بتغيير المُسمّى ليُصبح “مستثمرون بلا حدود”، أسوة بالحلول الإبداعية لأمانة عمّان عندما حاربت العزوف عن العمل بمهنة النظافة فأطلقت مُسمّى “عامل وطن”…. و كُلّنا للوطن خدمٌ و سدنة و مشاريع شهداء! و اتلولحي يا دالية…. بلادي والله غالية!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى