شيطنة الحالة اللبنانية

شيطنة الحالة اللبنانية
د. خالد المواجدة

ثمة نظرية في الاعلام تسمى ” نظرية الإطار” Frame Theory مفادها أن الإعلام يمكنه تسليط الضوء على جانب محدد من الحدث، فإما أن يضفي عليه هالة من الإيجابية، وإما أن يشيطنه و” يمسخه مسخا “.
ومن متابعتي للحالة اللبنانية يلاحظ في التغطية الإعلامية العربية أن هناك سلوكان يرافقان هذه التغطية:
– الأول، التغطية الرسمية لأجهزة ووسائل الاعلام الرسمية العربية، وتقوم على تسليط الضوء على سلبيات الحالة اللبنانية مثل تسريب الصور والمقاطع الخادشة للحياء او حالات المشاجرات او حالات التخريب رغم أنها فردية جدا، وتصدت الأجهزة الرسمية العربية لتسريب وترويج وتشجيع تداولها بين أنصارها والتحذير من مغبة تقليد هذه الحالة اللبنانية، لدرجة يتخيل فيها المتلقي البسيط أن المظاهرات في لبنان ما هي إلا ” نزهة شباب مراهق يبحث عن مواعيد غرامية”، وأن لبنان كوكب آخر لا يعنينا، وأن إصلاح تغيير النظام السياسي في لبنان هو ضرب من المستحيل، وأن هذه الانتفاضة مجرد عبث يهدد الأمن الوطني للبنان.
– الثاني: التغطية الشعبية العربية التي تعمقت نظرتها مع توالي أيام صمود اللبنانيين في الساحات العامة والشوارع، ويلاحظ في هذه التغطية التركيز على الأساليب الحضارية التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية اللبنانية مع المتظاهرين، ونقل الشعارات الوطنية والأحاديث المتلفزة التي توضح وطنية الشباب اللبناني وعمق تفكيره وحرصه على إحداث التغيير الإيجابي لصالح لبنان وشعبه.
وكالعادة، لا بد من تدخل إيران وأذنابها في المشهد العربي كما حدث في العراق، هذا اللتدخل الذي أدى لمقتل عشرات المدنيين العراقيين على أيدي العصابات التابعة لإيران، وهو ما يحاولون فعله في لبنان، وقد رأينا كيف أطلقت – ميليشيات حزب الله اللبناني-الايراني- النار على المتظاهرين السلميين في لبنان، ولولا حماية الجيش اللبناني لهؤلاء المنتفضين لما أمهلهم حزب الله يوماً واحداً.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى