شهر رمضان..مركزية للوقت والتفكر عند المسلمين..

شهر رمضان..مركزية للوقت والتفكر عند المسلمين..
ا.د حسين محادين

(1)
– علميا وسلوكيا يُمثل شهر رمضان وبتفرد نادر؛ بأنه منجم متجدد المعاني، والتأثيرات في حياة وطبائع المسلمين عبر الاجيال والقرون رغم الاختلاف في اعراقهم، لغاتهم وكِبر اعدادهم في العالم، وسعة توزعهم على بقاع وإغوات الحياة على هذه الارض الشاسعة.
(2)
وللتفكر هنا أقول؛ لم تأتِ هذه السلوكيات في هذا الشهر تحديدا بصورة عفوية ، كما أنها لم تولد لتعلق المسلمين كجزء من البشرية بشخص نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام فقط”من كان يعبُد محمد فأن محمدا قد مات” رغم قداسة وشجاعة دوره في نشر الإسلام فحسب، وإنما لأن الرصيد المضاف للديانة الإسلامية كمشروع ديني ودنيوي متوازن وفريد، قد جذر ايمان المسلمين بمعاني العمل الحياتي النافع للبشر، وكأنهم مستمرون فيها وبإعمارها للابد، وبذات الوقت فإن استعدادهم الروحي الدائم بدنو آجالهم في أية لحظة يبقى حاضرا ومتوقع رغم نعمة النسيان ، أن هذه الثنائية”الدنيوية والدينية معا” جعلتهم يسعون ويضحون ايمانا بكل شيء، بغية الفوز برضى ولقاء الخالق عز وجل في السماوات ،مثلما جعلتهم جسورين ايضا في الحروب والبناء الارضية كمُستخلفين فيها..لذا تميز شهر رمضان تاريخيا في الكثير من المفاصل الملهمة الوجدان الجمعي تميزا عند المسلمين في حياتهم مثل إيمانهم في :-
– انه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم .
– والذي حقق المسلمون فيه الفوز بالكثير من المعارك على اعدائهم في هذا الشهر المكرم.
– حقق المسلمون فيه ما اسميه انا مجازا بوحدانية الزمن الديني والانساني لديهم في هذا الشهر من حيث، التزامهم كبشر على وجه هذه البسيطة في مواعيد الصلوات، بدء الامساك عن الطعام، ووحدانية وقت الافطار، رغم اختلاف مواقيتهم في قارات العالم وتبتعد جغرافياتها، وتنوع خلفياتهم العرقية واللغوية، ليجدوا بهذا التنوع والتكامل الايماني، ارتقاءً بإنسانية الإنسان من على سطح الأرض وحياتهم العابرة فيها، إلى ما هو ازلي وأسمى من هذه الحياة الدنيا تجسيدا لايمانهم، بحتمية إنتقال الانسان بعد موته إلى الاعلى؛ اي الى رحمات رب العالمين الكثيرة، والواسعة المساحات، الغنية بالمعاني الطموح لكل منهم.
(3)
ان حسنات المسلم والمؤمن في هذا الشهر تتصف بأن لا نهاية لها، ويصعُب بالتالي تقديرها مقارنة ببقية أيام السنة.” ما يزيد في دافعية المسلم اللعطاء والتعبد والتكافل مع أخيه الإنسان اي كان ديانته “رمضان لي وانا أجزي به “.
ولا يغيب عن البال هنا أن من رحمات الله العميمة التي خص بها المسلمين، هو تصفيده سبحانه وتعالى للشياطين كدعم مُضاف لكسب المسلمين لأضعاف مضاعفة من الحسنات ومحو السيئات بها تكريما له.
– اخيرا تقبل الله منا الطاعات وحمى الله بلدنا الاغر وكل بلدان البشرية من آفة كورونا وغيرها..
انه سميع مجيب..والحمد لله دائما.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى