شهادات للبييييييع
كثيراً ما نسمع في شوارعنا أصوات الباعة المتجوّلين وهم يتنقّلون بين الأحياء ويصيحون بأعلى صوتهم الحقيقي أو المُسجّل المُزعج في المثير من الأحيان: يالله يا بندورة… يالله يا بطاطا…يالله يا بيتنجان 🙂
فقد دخلتُُ إحدى الجامعات التي كنتُ قد تقدّمتُ لها بطلب لقضاء إجازة التفرّغ العلمي لمدّة عام… 🙂 وكانت الجامعة تعجّ بالطلبة من إحدى الجنسيات العربية… 🙂 التقيت عميد كلية الآداب وبالرئيس هناك وأخبراني بأنّهم بحاجة ماسة لي؛ وكنّا على وشك توقيع العقد… 🙂 سألني العميد وقتها عن مدى مرونتي في ‘منح العلامات’… 🙂 فقلتُ له: أنا مَرِن وعملي؛ غالباً من يصل عندي 45+ بمجهوده ينجح عند اعتماد المنحنى الإحصائي… ” 🙂 فضحك وقال لي: “شكلك يا دكتور شديد كثير… أي إحنا اللي بوصّل حد ال 20 وحتّى 15 بجهده بينجح… 🙁 غادرت الجامعة وكان من المفروض أن يتصلوا بي خلال بضعة أيّام لتوقيع عقد العمل كما أخبروني… 🙁 لكنّهم لم يتصلوا بي مطلقاً… ولم يعتذروا 🙂
اليوم فقط عرفت سبب عدم التعاقد معي… 🙁 إنّها العبارة التي قالها العميد: “شكلك يا دكتور شديد كثير…” … فهم يريدونني أن أبيع ضميري وأن أقوم ببيع العلامات 🙂
كنتُ أظنّ أنّ ذلك العميد كان يمزح… 🙂 وتبيّن لي اليوم أنّه كان جادّاً؛ فالمهم لديهم هو تطبيق سياسة “مَن دخلها فهو آمن” ومن سجّل فيها فهو مُتخّرج بامتياز… 🙁
فبعد أن صرّح وزير التعليم العالي أنّ أحد الطلبة العربقد حصل على درجة البكالوريوس من جامعةٍ أردنية خلال ثمانية شهور، فهل سنرى قريباً بسطات وعربات و’بكمات’ بعض الجامعات تدور في الأسواق فيما ينادي المنادي: يالله يا هندسة… يالله يا طب…يالله يا آداب… شهادات للبييييييع…
