النحلة التي استغاثت بي / د. عبدالله البركات

النحلة التي استغاثت بي
وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
كنت اقف على منحدر في قطعة ارض لي ارقب الجرافة التي تقوم بتسهيلها . وكانت الاتربة والحجارة تتدحرج الى اسفل الجبل . كانت تصلني الحجارة الصغيرة والحصى فقط وتشكل طبقة جديدة تكسو الارض وتغير معالمها. في تلك الاثناء اقتربت من وجهي حشرة اظنها نوع من النحل القصير الممتلئ. بحركة عادية من يدي طردتها ولكنها عادت مرة اخرى فكررتُ طردها وكررتْ هي الرجوع. كانت ترفرف ثابتة امام وجهي على بعد سنتيمترات ولم تتقدم اكثر ولم تحاول لدغي. لم يكن بدا ان اركز النظر فيها وارى ما الامر. لاحظت انها كانت كلما ترفرف امام وجهي لبضع ثوان كانت تهبط على حصاة صغيرة بحجم حبة الحمص ثم تعود للرفرفة امام وجهي. كررتْ الرفرفة والهبوط على الحصاة مرات ومرات . خطر ببالي ان ارفع الحصاة التي تحط عليها فكانت المفاجأة. كانت تلك الحصاة تغلق ثقبا في الارض صغير. ما ان رفعتُ الحصاة حتى اندفعت النحلة داخلة في الثقب. اذن كان ذلك الثقب بيتها وكانت الحصاة التي تدحرجت من الجبل قد سدت مدخله فكيف لها ان تفتحه الا ان تستعين بمن يقدر على ذلك. كيف عرفت اني انا من يستطيع ذلك؟ لم تتوجه الى شجرة اوحجر او غير ذلك بل الى انسان. لم تأتني من قبل ظهري ولا من قبل اذني فكيف عرفت اني ارى من قبل وجهي وان النظر هو ما يحل المشكلة لا السمع؟ كيف عرفت ان الحواس مجموعة بالرأس لا بالقدم ؟
كيف فضلت الاستعانة بي على الانتقام مني بلدغة وهل اعذرتني في ما يجري من تغيير معالم بيئتها ام انها لم تحملني المسئولية اصلا عن ذلك؟
هل يفهم الانسان هذه العوالم الحية من حوله ويقدرها ويعطيها حقوقها؟ واخيرا هل فهمنا قول الله تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} (سورة الأنعام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى