أطلق هرفي ! / م . عبدالكريم ابو زنيمه

أطلق هرفي !

قبل عقود من الزمن ساد في إحدى المناطق وقراها التي كانت تتعرض للغزو من قبل القبائل البدوية سلوك غريب وغير مألوف ، فقد كانوا يقسمون الذكور الى ثلاث “الفرسان والفتيان والهروف (مفردها هرفي) وهو الرجل المتقدم في السن ” وكانوا عندما يعدون وليمة فالطورة الأولى اي من يتقدم على المائدة أولاً هم الفرسان ، أما الطورة الثانية فتكون من نصيب الفتيان ،وكلما نهض أحد الفتيان يصيح ناظر المائدة على أحد الفرسان الذي يحتجز مجموعة الهروف في مكان ما قائلاً له:أطلق هرفي..يهرول الهرفي المطلوق نحو المائدة ليلحق ويلتهم ما تبقى من الطعام..يقوم فتى آخر عن الطعام ويصيح الناظر : أطلق هرفي…يكمل الفتيان طعامهم وينهضوا…يصيح الناظر :هرفي ورا هرفي !
عندما نمعن في فلسفة سلوكهم هذا وفي ذلك الوقت وقت الغزوات وندرة الطعام ومحدودية المحاصيل فأنهم كانوا يعدون أنفسهم للتصدي للغزوات وحماية ممتلكاتهم وكرامتهم واعراضهم ،فهم يقدمون المقاتلين اولاً ومن ثم الفتيان فرسان الغد .
اذا ما قارنا صورة الامس مع صورة اليوم فاننا نجد أن هروف (جمع هرفي) هذا الزمان هم المتحكمين بعباد الله فكل واحد منهم يحتاج لفصيل من الأطباء والممرضين والمدلكين لإيقاظه من سبات نومه وتنظيفه وحقنه بالمنشطات وتدليك كل مفاصله وحمله ليظهر ولثوان معدودة أمام كاميرات التلفزه ليلفظ جملة واحدة وأحيانا ينساها ،هؤلاء جعلوا من الارض العربية التي باركها الله عّز وجّل مرتعاً لاعدائه وبؤراً لكل الفساد والرذيلة ، جعلوا من أمة اقرأ أمةً جاهلة متخلفة متطرفة ،وبدلاً من إعداد الشباب للذود عن الحمى أعدوهم للمخدرات والبطالة والإرهاب ، وها هم يلجأون اليوم وهم مصابون بالإسهال الشديد يستغيثون ويستجيرون بزعيم الدولة العنصرية نتنياهو ليحميهم من سيد البيت الأبيض ترامب الذي ناصبوه العداء خلال فترة ترشحه بعد ان انفقوا ووظفوا ملايين الدولارات لتنجح سيدتهم هيلاري كلنتون ، هؤلاء الذين نهبوا وهرّبوا خيرات الأمة جعلوا من خير أمة اخرجت للناس أحط وأذلّ أمة ، والمصيبة الأكبر أنه لا يذكر اسم أحدهم الا متبوعاً بالدعاء له “الله يطّول عمره !” وبالعامية على إيش الله يطول عمره ! لمنافسة الاطفال على حفّاظات البامبرز ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى