سيرف وسردين / رائد عبدالرحمن حجازي

سيرف وسردين
ثمنطعش , تسعطعش , عشرين . يعني نيرتين وعشرين قرش هذا مجموع غلة أبو سلطان لهذ اليوم والتي انتهى للتو من عدها . بعد أن صلى المغرب وضع أبو سلطان الغلة في جيب دشداشته وهم بإغلاق الدُكان , إلا أنه سمع صوت خليل ينادي ويقول : أبو سلطان استنى لا تسكرش الدكانة . عاد أبو سلطان ورفع باب الدكان ملبياً طلب خليل الذي وصله وهو يلهث حيث قال خليل : شلونك عموة أبو سلطان
أبو سلطان : يا هلا بخليل , ها وشّو بدك ؟
خليل : بدي لوح صابون وبوكيتين سيرف وثث اعلب ساردين
أبو سلطان : ولك يا خليل مش اليوم الخميس ولا أني غلطان ؟
خليل : لا مش غلطان عموه , آه اليوم الخميس
أبو سلطان : طيب مدام اليوم الخميس وأبوك بروّح من العسكرية اليوم لويش مش جايب معه سيرف من النافية !
خليل : مهو قال نافية الكتيبة اليوم ما جابوش سيرف
أبو سلطان : آه هيتش لعاد , طيب وشّو قصة اعلب الساردين , لويش بدك ثث اعلب ؟
خليل : بقول أبوي امسات أجا حكيم عالكتيبة واعطاهم درس عن الساردين وحتشالهم إن الساردين مليح للبني أدم لانه بِعطي الجسم بسفور .
أبو سلطان : ولك يا خليل وشّو هاظا البسفور ؟
خليل : والله ما بدري , هيتش أني سمعت أبوي بقول لأمي .
وضع أبو سلطان لوح الصابون وعبوات السيرف وعلب السردين في كيس ورقي واعطاه لخليل
وقال له : أقيد حقهن عالدفتر ولا بدك تدفع شندي بندي ؟
ليُجيبه خليل لا بدي ادفع ، معي مصاري ، مهو أبوي اليوم استلم الراتب . قبض أبو سلطان الثمن وقال وهو يضحك : سلم عبوك وقله بقولك أبو سلطان نعيماً وصحتين عقلبك الساردين .
رُبما أبو سلطان أثقل على خليل بالأسئلة وتدخله في أمور خاصة لعائلة أبو خليل , لكن خليل بالمقابل تقبل ذلك وأجاب على اسئلة أبو سلطان بكل رحابة صدر . تخيلوا معي لو أن أبو سلطان صحفي وخليل ناطق إعلامي , كيف سيكون الوضع ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى