مقال الخميس 29-12-2016
النص الأصلي
سياسة البواري
جسمها العسلي الداكن “المنمّش” بالأبيض وشاشة اللهب التي تطّلع على الأفئدة ، المواسير الدقيقة التي تحمل في قمتها كرة معدنية والمسمّاة “بطّيخة الديزل”..بواريها الممتدة والمرتفعة مثل غصن دالية ، تفتح شهية الساهرين على الكلام، “نقط الديزل” التي تنزل الواحدة تلو الأخرى على طريقة المغذّي ، وهدير الاشتعال المتصاعد يحفّز الحناجر أن تبوح بدفء ما لديها من حكايا..
صحون من الهريسة توضع بالموازاة مع فواصل الفرشات وعلى خط مستقيم مع “تكويعة” الوسائد ، بعضهم أكل الصحن كلّه ، وصحون أخرى تم العبث بوجه “كعب الهريسة” وترك قاعه ، أما الفريق الثالث فقد قام بعملية تنقيب للفستق وطرحه جانباً وأكل الجانب الطري..تستطيع أن تستدلّ من خلال حال الصحون العائدة إلى مطبخ المعزّب بالأمراض المزمنة التي يعاني منها ختيارية الحي..فمن أكل الصحن كلّه..يعاني من الضغط والدليل انه انتقم من صحن الحلو كونه لا يضرّ بالضغط مثل الموالح…أما من أكل وجه كعب الهريسة فهو “سنة أولى سكّري” يرغب بالحلو لكنه يخشى التورّط فيه، أما من طرح جانباً حبات الفستق واكل اللب الطري ..واضح انه “مركّب طقم”..
قام جوز فزّة “يتهركل” ليغسل يديه من الإبريق الموجود تحت النملية ، صاح به أبو يحيى :هيييه ” هاظ تبع الديزل”..بدك تغسل “إبريق المي غاد بالدرجة”..بينما اكتفى الآخرون بلحس الأصابع وفركها بالشوارب كنوع من “الدراي كلين” الأقل غلبة ..
قال ابن تركية كنوع من تغيير طريقة اللعب: بيقولوا في رفعة أسعار جاية سمتعوا عنها؟..
صالح الأخرس: انداااري..
رد أبو طايل: ما يرجعوا المصاري اللي سرقوهن هظلاك..
قاطعة فؤاد اللهس: لويش يا خوي سمعتوا عن تقرير ديوان المحاسبة قديش في مصاري للبلد ضايعة ؟؟يرجعوهن!!..
سأل فالح الاطرم جوز فزّة : عن شو بيسولفوا؟..
قال جوز فزّة وهو يرفع الشماغ عن اذن الحج فالح : عن السرقات ومصاري البلد..
هزّ رأسه وقال : اشتكيتوا للمتصرّف؟…
قال له جوز فزّة..”آه حجي المتصرف بدري”..
فالح من جديد: أي مليح…و المحافظ بدري؟..
قال له ابن تركيه: بدري حجي بدري..
فالح مرة اخرى: جخة…والوزير؟..
قال له صالح الاخرس بأعلى صوته : معاه علم يا حجي ..
الحج فالح ما زال مستمراً في السؤال: طيب الحمد لله..رئيس الحكومة بدري؟..
قال له فؤاد اللهس:كلهم كلهم حجي بيعرفوا والخبر عندهم ..
همس جوز فزّة لأحد الحضور …واحد يقوم يروّح هالختيار قبل لا يضيّعنا…
صفن قليلا الحج فالح فتح يديه ثم قال وهو يسعُل : قحقحقحق بدري؟…
رد عودة الامزط بعد سكوت طويل..والله ما بدري!!..
رد الجميع..فهمنا كلمتك الأخيرة …يعني انت ما بتدريش ولا هو اللي ما بدري؟..سكت من جديد وقال : انبدري؟!!..
أمسك فالح باكوره وضرب بقاعه المطاّطي ركبة أبو يحيى سائلا: ما تسولف مالك ساكت …كيف شايف حالتنا..!!
قال أبو يحيى بعد صمت وتوليع سيجارة جلواز من لهب المدفأة : والله يا اخوان انا شايف حال هالبلد زي بواري هالصوبة كل واحد خاش بالثاني وآخر واحد خاش بالحيط!!!…
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
مقالك أستاذ احمد هذا ابداع من فوقه إبداع ومن تحته إبداع .. أوله إبداع وختامه إبداع أكثر
ومضافة الحجي أبو يحيى .. وطن مصغر … دافئة بما فيها ومن فيها … بكل تفاصيلها … ومغذي صوبة البواري هي ما ندفعه من دمائنا وجيوبنا كي نحافظ على دفء الوطن .
الخوف كل الخوف استاذنا ان ” تخنّق ” البواري يوما … فتخنقنا بغازاتها الفاسدة السامة .. لأن إهمال الصيانة والتنظيف ومعالجة الخطر أولا بأول … سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه .
نظفوا البواري اول بأول بلا ما تفقع الصوبة بوجوهنا
لازم يصحى..!
الريح السوداء القادمه من بلاد الخصخصه وجبال اقتصاد السوق المتجمده اتحدت مع تيارات الحاديه علمانيه موتوره وتاثرت بمرتفع خوارج العصر القادم من الشرق
واشتد على صوبتنا هبوبها
يرجى اخذ الحيطه والحذر وتثبيت الظربوش اعلى البوري فوق السطح لمنع الاختناق وانفخ السخام الى الداخل
الكل بدري …بس ..من يدق الجرس
شاهدنا في احدى الدول رمي بعض الفاسدين في حاويات الزباله , وبالامس احد الزعماء في بلد سكانها فوق التسعين ميون عايشين في جزر متباعده هدد برمي الفاسدين من الطياره .. يا سيدي احنا قابلين يرموا فاسد واحد من فوق جسر عبدون وانا واثق ان الامور الامور رح تنعدل !
لك الله يا زعبي
لو في زيَّك خمسة
روووووووووعة البواري
من روووووووعة الكاتب
دفء اقلامك ونقاوة حبرك وصدق كلماتك اعظم من ان تصفها الكلمات بوركت يداك اخ زعبي