التربية في زماننا وفي زمانهم / زهير البلاونة

التربية في زماننا وفي زمانهم
في زماننا الغابر …..وسائل العقاب المدرسية مكونة من عصي مصدرها شجر الدفلى و الليمون و الكينا ناهيك عن الكفوف والشلاليت رباعية الدفع، فالمعلم هنا لديه كامل الصلاحيات بتوقيع من الاب، اما ان أمر المدير باحضار ولي امر الطالب فان الدنيا تسود بوجهه ويتمنى الموت لحظتها لانه يدرك ان العقاب اصبح مضاعفا فالاب يعلم علم اليقين ان المعلم والمدرسة على حق في جميع الاحوال والضروف ، اما في المنزل فكان العقاب له لون اخر فالعقال الاسود وهو السلاح الرئيسي ومنظره مزعجا كانك ترى الشجاع الاقرع اما عينيك وكذلك جميع ادوات المطبخ تعتبر وسائل اولية مثل مكنسة القش ايد مهباش، محماسة قهوى ، قايش (بالعربي حزام) ، حبل غسيل ملقى عالارض، شعبة حبل الغسيل (بالعربي عود خشبي يستخدم لرفع حبل الغسيل عن الارض) ، بينما لم يكن الحرمان من المصروف مدرج من ضمن العقاب لانه ما كان في مصروف من اصله ولا يتضمن التلفاز احدى وسائل العقاب لانه ما في غير محطه عمان وتبث من الساعه 4الى الساعه 11 نصفها اخبار والنص الثاني دعايات اعلانية وكل شوي تطلع عليك نفس المذيعه، والختيارية عندنا يستونها على احر من الجمر ولما يشوفها وحدهم يولع سيجارة الهيشي ويمدد رجليه على فرشة السفنج ويبلش يعفط عالهيشية والغريب بالامر كلهم يسالوا نفس السؤال (ما تتزوجني) وانا اتفرج عليهم بنص عين واحكي بقلبي “مو لاقية غير سحنتك تتجوزها، لو حية شمة ريحة الهيشي الي على ملابسك رح تتسمم” . وكل شوي هاتوا شاي هاتوا قهوة هاتوا مية هاتو عصير هاتوا بطيخ هاتوا……؟؟
اما في زمانهم….. لم يعد للمدرسة في دور في معاقبة الطالب المهمل او المسيئ فالطالب فهو من اخذ على عاتقه معاقبة المعلم ان لزم الامر فاصبح لديه الصلاحيات في سجن او ضرب او اهانة المعلم دون حق الرد من المعلم . طبعا بدعم واسناد من الاهل والقانون بحجة حماية حقوق الطفل على اساس انه جاي من بيت اهله ملاك ولسانه ينقط عسل وما بدخن ولا بحشش ولا ياخذ حبوب مخدرة.
حتى الاهل لم يعد دور لهم في معاقبة الابن المهمل او المسيء بل اخذ الابناء دور الاباء فهم يعاقبون الاهل باسلحة حديثة تواكب العصر منها بيحرد الابن عن الذهاب للمدرسة بحجة ان الباص غير مكيف واما ان يمتنع عن استخدام اللاب توب كونه يرغب بشراء اي باد واما انه يحرد عن استخدام التلفزيون لان نوعيته قديمة ويرغب بتلفزيون بشاشة. LDC ويمتنع عن حل واجباته الدراسية بحجة ان المعلم لم يكن متمكن من المادة ” اما استخدام التلفون والواتس اب والفيس بوك اثناء الحصه ما الهم علاقة نهائيا”
بينما بعض الاباء يعتبروا قاسين في العقاب اذا يتخذ الاب قرار بتقليل من مصروف ابنه من نصف دينار الى ربع دينار او انه يحرمه من استخدام البلي شتيشن لمدة يوم ونصف ويكتفي الابن الحزين المكلوم باستخدام اللاب توب، او ان يقلل فترة مشاهدته للتفاز من 6 ساعات الى 3 ساعات اما فصل النت عنه فانه يعتبر انتهاك صارخ لحقوق الانسان قد يستدعي تدخل منظمات دولية.اما اذا اجت على الابن شكوى من المدرسة يا ويل مدير المدرسة رح يطلع الاب بالصوت العالي عليهم وما رح يتردد انه يحكيلهم ” ابني مو اول ولا اخر واحد يحشش او يوقف على بوابة مدرسة البنات لمدة 5 ساعات متواصلة او اول واحد يضرب معلمه” ….من هنا يتخرج جيل عاق بالوالدين وعاق بحق الوطن وعار على الامة ومن هنا ياتي الفساد والظم والجهل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى