سنة ٢٤ شهر / رامي علاونة

سنة ٢٤ شهر

وصل الى الهيئة في الصباح الباكر. سأل عن الموظف المسؤول عن التراخيص، فأرشدوه الى مكتب السيد عوض، رئيس قسم التراخيص.
دخل صاحبنا الى مكتب عوض. حيّاه ثم شرح له سبب حضوره، و هو ترخيص طائرات تابعة للشركة التي يعمل بها.
سأله عوض إذا كانت جميع الاوراق جاهزة، و إذا كانت شركته قد سجلت الطائرات في السجل الوطني للطائرات. أجاب صاحبنا ان كل شئ “في السليم” و ضمن الشروط المطلوبة.
طلب منه عوض الأوراق، فأعطاه صاحبنا الملف. أخذ عوض يقلّب و يتفحص الأوراق، ورقة تلو الأخرى…أوك…تمام…ماشي الحال…. إيش هاظ؟!
صاحبنا: خير سيد عوض، شو فيه؟
عوض: عمي، هاي المعاملة بتمشيش عندي. طياراتك عمرها التشغيلي أكثر من ١٥ سنة.
صاحبنا: مش بينّا سيد عوض! كلهم ١٢ شهر زيادة.
بعدين تأخرت معاملة تسجيل الطيارات سنة كاملة. يعني كان عمر الطيارات مطابق للشروط لما بدينا بالإجراءات.
عوض: حبيبي، هاي مش مشكلتي، انته و شركتك عارفين إنه الإجراءات بتوخذ وقت طويل، ليش ما عملتو حسابكو؟ ليش طياراتكو من سنة “آنَسْتَنا”؟ جايبينهن عالرُخُصْ؟
صاحبنا: عفوا سيد عوض، رخص و لا مش رخص، هذا موضوع برجع النا في الشركة.
الموضوع بسيط و مش بحاجة تعقيد. المعلم تبعي حاكي مع المعلم تبعك، و الموضوع شبه منتهي، بس بدنا توقيعك.
عوض: أهلين معاليم! حبيبي هاي المعاملة مخالفه للشروط و مستحيل تمشي من عندي.
صاحبنا: قول و غيِّر سيد عوض! بلاش الموضوع يكبر!
عوض: بتهددني يعني! طيب علَّي الطلاق إنه طياراتك ما بتترخَّص عندي!
صاحبنا: ماشي، انا طالع، بس رح ارجعلك بعد شوي و رح توقّع على التراخيص و انته مثل “الأسد”.
عوض: أي روح طير عنّي! باقيلي سنه و بطلع تقاعد، مش سائل لا عن معلمك ولا عن اللي اكبر من معلمك! فيش عندي تراخيص…ورجيني عرض جنحانك.
يغادر صاحبنا و ما هي إلا دقائق حتى بدأت تنهال المكالمات على عوض. مدراء…نواب…وزراء…رؤساء حكومات. لم يتبقى مسؤول في جزر القمر إلا و اتصل بعوض، منهم من تودّد و منهم من هدّد.
مضت حوالي ساعة، ثم عاد صاحبنا فاردا جناحيه. وقف أمام مكتب عوض:
ها شو قلت سيد عوض؟
عوض (نظر اليه نظرة حانقة): هات الملف.
صاحبنا (بنشوة النتصر): تفضل عوض باشا!
عوض: يُوَقّع بالموافقة على التراخيص و يشرح على المعاملة:
قُدِّمَت معاملة التسجيل قبل سنة من تاريخه حيث كانت الطائرات مطابقة للشروط. تمّت الموافقة على إصدار التراخيص حسب الأصول بما أنه “سنة الخَ** ٢٤ شهر”!
————————————————————–
** نعتذر عن كتابة الكلمة كاملة كما وردت في شرح السيد عوض لخدشها للحياء العام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى