سنة الكوفيد بعشرين قيراطا

سنة الكوفيد بعشرين قيراط
يوسف غيشان
قبل كتابة هذا المقال وصلني تبليغ لحضور محاكمة في الزرقاء في قضية مطبوعات ونشر يشاركني فيها العديد من الزملاء. هكذا يثبت لي تماما أن سنة الكوفيد بعشرين قيراط، وأن (خيراتها) تنضح حتى اليوم الأخير فيها.
في ذلك اليوم وبعد عودتي سالما غير غانم ستفقد الكرة الارضية توازنها، وتختلّ كثافتها مع ازيز الالعاب النارية احتفاء بقدوم العام الجديد. وندخل، نحن الذين ما نزال على قيد الحياة بكامل هزائمنا وجراحنا وخيباتنا. بينما خيبات الناس في بقية العالم ذلك اليوم تقتصر على عدم قدرتهم على الاحتفال الجماعي وعناق الأحبة والأصدقاء…بسبب كوفيد التاسع عشر.

نحن العرب المستعربة. هل نستحق هذه الحياة ونحن نحصل على (إكمال) دائم في مادة ومقرر وكتاب الزمن منذ وفاة المعتصم بالله؟؟
هل نستحق الحياة في هذا الزمن العربي الرث الذي تشيب له الولدان ويسقط من عليائه طرزان؟؟
نولد شيوخا ونموت أطفالا بلا ذاكرة ولا تجارب، نولد عبيدا وتنتهي حياتنا ونحن نقاتل ونناضل ونموت فقط من أجل تحسين شروط عبوديتنا فحسب.
نولد بلا مهد، ونعيش بلا حياة ونموت بلا قبر، إذ أن أي قبر عربي هو مشروع مستوطنة جديدة لنتنياهو ونسله.
لو كان التاريخ يقبل الرشوة، لرشوته حتى يلغي عارنا وهزيمتنا وعبوديتنا من سفر الأجيال.
لو كان التاريخ يقبل الرشوة لألغيت حياتي من جذورها، وتدخلت مثل (سام بيكيت) في أحداث الماضي لأمنع ندى سلامة النحاس من الزواج من ميخائيل عودة الغيشان في أحد أيام 1955 الحقيرة،حيث ولدت في عصر الثورات ونشأت في عهد الاحتجاجات وترعرعت في عصر الانقلابات ورشدت في عصر الهزائم والخسارات.
نحتفل دوما بانتهاء سنة وقدوم أخرى بينما نعيش خارج الزمن وخارج السنوات وخارج التاريخ،
نتذكر أن لنا صدورا ورئات حينما نصاب بالكورونا!
وأن لنا جلدا حينما نصاب بالسرطان!
وأن لنا شعرا حينما نصاب بالصلع،
وأن لنا عقلا حينما نصاب بالعقلانية (وليس بالجنون لانه حالنا الطبيعي)!

ربما أهذي وأهلوس على شرفة العام الجديد، ولا أعرف إذا كان ما كتبته له معنى أم انه مجرد هراء في هراء، وهو كذلك على الأغلب.
على أية حال: كل عام وأنتم على قيد الحياة!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى