سميرة توفيق … وشياب القرية / زهير البلاونة

سميرة توفيق … وشياب القرية

رغم الفارق الكبير في السنِ ما بين والدي وشيوخ الحي الا ان متعة سهرتهم لا تحلو لهم الا بالقرب من والدي اطال الله عمره ، هذا التقارب العجيب والغريب يجعل مني ضحية سهله ففي كل اجتماع لهم تنهمر علي الطلبات و الاوامر المتكرر والتي يعجز عنها عصبة من السفرجيه .
تبدأ الخدمة بسكب القهوة السادة على الضيوف ثم إحضار مياه الشرب يتبعها بريق شاي على نعنع او ميرميه “حسب الرغبه”…. وهذه العملية تتكرر في السهرة الواحدة ثلاثة مرات على الأقل.
المصيبة لما واحد منهم يطلب مني اخذ جراباته واحطهم بكندرته … اشعر لحظتها انني اشتم رائحة العذاب بين يدي… لدرجة ممكن ان نستخدم هذه الرائحه الكيميائية كمبيد للتخلص من الفئران والعقارب.
تستمر الطلبات المتنوعة … احضار مكتات للدخان الهيشي… قداحة الكاز… وزيت زيتون لترطيب الوجه والشعر الاشيب… حبات بطاطا لشويها على صوبة الكاز ….. وشوية خيار شغل تسالي وعلى هالموال لمنتصف الليل.
كان احد الختيارية يستفزني بطلباته العجيبة …. خذ نظف لي طقم الاسنان…. اتوطأ على رجلي وعلى ظهري وطقطق اصابعي… وبعد ما اخلص ما بقول الله يعطيك العافية … ما بسمع منه الا كلمة انقلع.
لدرجة انه في يوم طلب مني اجيب اله بريق ماء حتى يروح على الحمام… احضرته اله بريق لماء بس “حطيت” فيه شوية فلفل اسود ” من هذاك اليوم لليوم ما شوفته” الله يسامحني على العملة.
يستمر الحديث فيما بينهم ويطول السجال…. يستحضرون ايام الحصيده والمغامرات مع الضباع وسنوات القحط …. الى ان تطلع علينا سميرة توفيق على شاشة التلفزيون (الصورة ابيض واسود)… هنا يتوقف الحديث فجأه …يتمدد الجالس منهم وتشتعل سجاير الهيشي… تُوضع الحطة والعقال جانبا يتم مداعبة اللحية والشوارب … تبدأ الاسئلة تتهافت …
قديش عمرها؟؟ … وين ساكنه؟؟ …. متزوجة ولا عزباء؟… الشامة حقيقة ولا تركيب ؟؟؟
ومنهم من يسأل سؤال غريب عجيب ، ما تتزوجني؟؟…. وانا من داخلي اقول بس لو انها تشم ريحة الجرابات.
غابت سميرة توفيق عن المشهد وغاب معظمهم عن الحياة … بس الحمدلله ما شافوا هيفاء وهبي وهي تغني بوس الواوا …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى