
تشخيص وطني…!!
لم يستطع الطبيب بعد معاناة من فحص صديقي ابو محمود الذي أتاه منهاراً من تحديد طبيعة مرضه اثناء الكشف السريري عليه فأينما وضع اصبعه كان ابو محمود يصرخ من الألم وكأن الطبيب يضربه بالسياط فاحتار الطبيب في امره وطلب منه ان يساعده في تحديد موقع الألم حتى يتمكن من وصف العلاج له.
فاستند ابو محمود على السرير بضعف ووهن وبدأ بسرد سيرته المرضية بصوت ضعيف ويتنهد بعد كل جملة… كل ما فيّ يؤلمني يا «دكتور» فجسدي من الخارج يتخبط كسياسة حكومتنا الخارجية ومن الداخل متوتر كوزارة داخلية حكومتنا عندما تتعامل مع اي حدث ومعدتي تتقلص ويأتيني الغثيان ورغبة في التقيؤ كلما اردت الاكل للتخلص من سموم الغذاء المستورد لتعذر توفر الغذاء الوطني واقتصر دور وزارة الزراعة عندنا على تفقد ما نستورد من غذاء ولا استطيع ان اسيطر على اطرافي كلما سمعت نشرة اخبار محلية ويزداد ضغط الدم عندي ويتوتر مزاجي واصبحت حالتي الصحية اكبر من طاقة وزارة صحتنا التي تعالج على طريقة الطبيب في مسرحية «ضيعة تشرين» «الكشف الجماعي» في الفحص وضعف نظري كحال التربية والتعليم وكثيراً ما اضعت الطريق ووقعت في حفرة او اصطدمت في حائط… اما فكري فهو مفلس كحال مجالسنا النيابية …
والمشكلة الاكبر في الرأس يا دكتور الذي يصدر الاوامر لكل هذه الاعضاء فيزداد به الصداع كلما اصدر امراً فيجد اما ان تنفيذه بطيء او خلافاً للامر الذي اصدره…. هنا قطع الطبيب على ابو محمود شكواه واصبح يتفقد نفسه ويئن ويشكو من نفس الاعراض.