رمضان ..أكثر فكرا من صائميه

#رمضان ..أكثر فكرا من صائميه

د. #بسام_الهلول

محاولة مني اللحاق ببعض المستكن وببعض موارده المضمرة فيه من مجال القيمة الاستعمالية الى القيمة التبادلية بحيث يكون في وضع يبحث فيه عن( صائمه). ينتمي فيها المتنسك إلى استيفاء ذائقة جمالية في البعد وتنزيه العبارة او المصطلح من استخدامات عبارات ( الرأسمالية) بما يتفق مع ما قاله( هايدغير) في اللغة انها فكرا اكثر من متكلميها ، ثمة استسهال لأمر الصوم عند معتنقيه كما هو الشأن في الكتابة وكذا الصوم يبحث فيه عن معتنقيه مادام ان ثمة ممكنا بحيث لاتضيق حوصلة العابد المتنسك بأن يلتقط ممكنا فيه كما هي العبارة عند ابن خلدون يحيلنا الامر من ( العادة) إلى مكتسب بالصنعة وهذا شأن كثير من أرهاط المسلمين فمعانيه مطروحة على الطريق على حد تعبير الجاحظ الأمر الذي يطرح نقله من ( الإلف والمران) إلى دائرة ( الصنعة) كأفق او مورد محتمل والى دورنا في المجازفة بانتشال المفهوم بحيث يغدو كينونة آخرية في تجاوزها ومجاورته بحيث يعود تركيبا جديدا لهوية كما هو تركيب جديد لهذا الحدث المتكرر في عالم الإسلام بحيث يغدو ( شخصية مفهومية) تبتكر صيغا وجودية ذات منحى تجريبي ونهج طريقة تخضعه من لغة متداولة اي نقلها من عاميتها إلى مقام التداول العام أي إلى مقام المفهوم وهكذا تغدو عبارة( الصوم) مرتعا خصيبا مرتبطا بشخصية مفهومية كي لاتقتلها المران والتكرار المعتاد عليه كثرة من صائميه هذا التنضيد الفكري الذي يحوله من عادة تقتل طرافته بالتكرار إلى جديد بالصنعة ومن رسكلة لهذا التحويل مما اعتاده الناس من عادة الاكل والشرب إلى حالة من( الوعد) الأمر الذي يفسر المأثور ( للصائم فرحتان..فرحة ساعة فطره) من هنا تظهر عظمة( الصوم) بان تصبح اللقمة والتي من. معتاده في صرفه اليومي إلى ( حالة من الوعد) هذه هي عظمة الصيام بحيت تقوم هذا الكلمة بإعادة تدوير وتحيين مما ألفناه في يومنا ( La vie qoutidien فهد المكرور اليومي والحياتي والمقتول بالالفة يتحول الى( وعد) انها رسكلة ما بعدها من رسكلة…كيف يتحول المألوف وما قتل بالتكرار اليومي والمعاشي إلى حالة ( الوعد)… وهذا ما يصنعه الصوم في حياة المسلم الاعتيادية فيعو د مع الوعد( طريفا وتالدا) بهذا التخريج الاصطفائي يرتقي مفهوم الصوم مفهوم الهوية بحيث لم يعد ذلك اليومي المقتول بالتكرار والمران يحيل إلى ماهية الكينونة المطابقة لسماتها الماضوية وانما يحيل إلى كيفية الكينونة أي إلى مايصير عليه الصائم ( كيفها في الحاضر) المتوج عند ساعة فطره بتحقق نشوة الوعد
اذ كما يقول الفلاسفة ( وانما بانفلاتها عما التراكم الهووي بحيث تصير النفس الإنسانية في يومها الصيام( كينونة منفتحة على مغايرتها قبل الصيام اي كاختلاف فهوية الصائم ليست هي ماكانته امس وانما ماتكونه مع الصوم وتصيره اذ لاهوية مع الثابت فمسكن النفس الصائمة هو الصيرورة والغيرية عندما تنفلت من ربقة( العادة) في مكرورها اليومي وهي الصفة الحية لتعلن الخلاص من( سباتها الدوغماتي) وبهذه الأرضية المحايدة تخلص من افة التعالي فيما قبل يوم الصوم فالصوم تحول مفارق يحمل في طياته ( الاستيطان الجديد ) من هنا يصبح الصوم نسبا جديدا لعالم المتخمين واللحاق بعوالم الضعفة والفقراء وتصبح( الاقامة) متحررا من عوالم ( التخمة) والأثرة ومن فضاء الذاتية ما قبل الصيآم إلى ( ذاتية إنسانية مشتركة) وهكذا يغدو ( الطعام) من أثرة الى ايثار ومن دارجته اليومية الى متداوال ترميزته( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة)
بهذا التنضيد الفلسفي نتجاوز ( كلاسيكية صوم الدهماء والخاصة)
وهذا هو ماوراء حروف المعاني( الصاد والواو والميم) وللخلاص من الرتابة نتجاوز بها برزخ الالف والمران الذي يقتل بالعادة مما يقودنا إلى ارض جدية تصلح للاستيطان

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى