رغد صدام حسين / عمر عياصرة

رغد صدام حسين

تخطئ بغداد مرة اخرى بملاحقتها ابنة الرئيس الراحل صدام حسين، «رغد»، تحت عنوان انها ارهابية، يطالبون بتسليمها، ويزجون انفسهم في معارك خاسرة سياسيا واخلاقيا.
لا وزن لرغد صدام حسين في ميزان الصراع مع «عراق اليوم»، تلك حقيقة لا يمكن نكرانها الا من جاهل متعصب تقوده الطائفية الثأرية العمياء.
يصدرون قائمة من 60 مطلوبا، تخلو من اسم ابو بكر البغدادي وقادة الصف الاول في داعش، حتى إنهم لا يأتون على ذكر عزت ابراهيم الدوري، ثم يريدون رغد صدام حسين، كأنها المسؤولة اليوم عن عثرات ساسة العراق الحاليين.
رد السيدة رغد صدام حسين على قناة العربية كان مؤدبا، يخلو من رائحة الاشتباك السياسي، ومن العناد، فقد قالت ببساطة: انها تستغرب الزج باسمها في هذه القائمة، ونفت أن تكون دخلت العراق منذ خروجها منه قَبل الاحتلال الأمريكي، وأكدت أنها لم تدل إلا بتصريح واحد حول إعدام والدها، وقالت إنّها كانت وأُسرتها تحت المجهر أثناء إقامتها في عمّان، ولم تمارس أي نشاط سياسي.
أهي حسابات انتخابية، تفرضها الايام القادمة، ان كانت كذلك، كما يشير البعض، فمن هو الجمهور الذي سيعطي صوته للعبادي لأنه يريد جلب بنت صدام حسين للسجن، وفتح ابواب اللوم الاخلاقي له على مصراعيه.
اظنها اخطاء عبثية، استحضار لثأرية عمياء، فالعراق اليوم متعاف بشكل معقول ليتجاوز الحديث عن رغد صدام حسين، او طلب اعتقال القومي المثقف اللبناني معن بشور.
ادعو بغداد إلى أن تترك قصة القوائم المطلوبة، وان تعمل بمنطق الاقوياء الذين يسامحون ويحافظون على امنهم في ذات الوقت، فالعراق احوج ما تكون لمسمحات ومصالحات تؤسس لعقد اجتماعي جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى