ردوا عليه عنزة

ردوا عليه عنزة
د. محمد شواقفة

لمن لا يعرف هذا المثل الشعبي، لا تكمل قراءة المقال. فهو يقال لمن يتصدى لعمل ما و يفشل و يكون فشله مصحوبا بفضيحة – حسب المثل- فيحاول التغطية على فشله باقتراح مشروع آخر مختلف تماما و ربما أكثر تعقيدا.
لن أنظر عليكم لا بسياسة و لا بإقتصاد و حتما لن يكون طرحي دينيا أبدا.
ماذا لدى الأردن من خطط لمواجهة التحديات التي يعرفها الصغير قبل الكبير و أقلها تنفيذ مشروع الضم و صفقة القرن؟؟
إلا إذا هناك خلف الأكمة ما وراءها و نحن نحارب طواحين هواء و مثلنا مثل “غايب الفيلة”.
هل حقا من نشاهدهم يوميا من هواة التصوير هم وجه البكسة و لديهم القدرة و الكفاءة على مواجهة التحديات و العبور بالبلد لمواجهة التحديات. كل من يتبوأون المناصب نعرف من أين جاءوا و كيف وصلوا و لم تعد تنطلي علينا خزعبلات الديجتال و ذر رماد الشهادات في العيون.
مثل آخر و عنزة أخرى:”شوف العنزة و أطلب حليب” و هذا يكافئه :”فاقد الشئ لا يعطيه”.
إلا إذا، كان هذا الأمر متفق عليه و نحن ننتظر بنهضة لن تصل و قطار مات في أرضه.
حكومة لا تستحق التقييم لأنها فشلت و زادت الأمور سوءا أكثر من سالفتها التي تنحت تحت ضغط الشارع الذي لدغ من النفس الجحر عدة مرات. فناهيك عن بعض الصداقات و بعض الترضيات و قليل من المحاصصة فهناك ما لا نعلمه و لا نستطيع الوصول إليه من أين جاءوا و كيف يتكاثرون.
و كما يقال :”يا شايف الزول يا خايب الرجا” و لن نقول “عدي رجالك عدي” لأنها قد تصبح جريمة إلكترونية.
إلا إذا، هناك من يفرض علينا بعض من رجالاتهم و علينا أن نبتلعه و نهضمهم و لو تجرعنا السم و المرار.
لا تحتاج أي حكومة معينة مدة أطول لتثبت أن لديها برنامجا إصلاحيا من أي نوع. فقانون الضريبة الذي أطاح بالحكومة السابقة التي كان الرزاز وزيرا فيها تم إقراره في عهد الرزاز ذاته و بشروط صعبة و مستحيلة. و لم يتم أي إصلاح حقيقي لا بمحاربة الفساد و لا بوقف الهدر و الترهل و لا حتى تعديل قانون أرخميدس للانتخابات أو قانون لتنظيم عمل الأحزاب التي تشرذمت و ليس لها أي أثر يذكر.و المديونية تجاوزت حدود العقل و المنطق!
كما قال المثل:”اللي بيدري، بيدري و اللي ما بيدري بيقول كف عدس”فلا أحزاب تذكر إلا سقط المتاع و المتردية و النطيحة.
إلا إذا أن المقصود أن تنتهي أي مطالبات برفع سقوف الحرية و الاستمرار في نهج القمع و التنكيل و الاعتقالات. و قد شهدنا ذلك مع حل نقابة المعلمين و التنكيل بمجلسها و من ساندهم من الاحرار.
تعود هذه الحكومة بذات القانون المشوه لإعادة إنتاج مجلس نواب مسخ لن يفرز إلا متنفعين و طالبي وجاهة أو مشيخة بمال سياسي أو فساد مجتمعي و جلهم لا برنامج لديه الا أن يكون ممثلا لعشيرته أو منطقته و ديدنه أن يكون نائبا يدعى لجاهات الأعراس و تفتح له دواوين العزاء لا أكثر ولا أقل.
إلا إذا ظهر في المشهد حزب مرياع لتجميل الصورة و هو يعلم أنه يقود الخراف بجرسه المعلق في رقبته و لكنه بالآخر يضبط حركته كلب و يسير بدون أي تفكير خلف الحمار.
ستشارك الأحزاب كلها في الانتخابات و هي لا تجرؤ على طرح مرشحيها ببرامج حزبية و لكنها ستحاول أن تفرز بعض من أتباعها عبر بوابة عشائرهم أو مناطقهم لتحفظ ماء وجهها.
و كما يقول المثل:” لا هو للصدة و لا للردة”
إلا إذا أنهم ينفذون ما يطلب منهم ليصلهم العلف الذي تدفعه لهم الحكومة كل عام و لا يملكون أن يكونوا الا مثل الكومبارس الهامل. و هذا قد يجعل الناس يبدأون بالمطالبة بالتخلص من هذه المسرحيات من انتخابات و مجلس نواب و نفقد عندها أي تمثيل للشعب طواعية.
لا أستطيع أن أجد مسوغا لاستمرار هذه الحكومة و لا للمضي قدما في مهزلة الانتخابات.
و كما يقول المثل :”لا تجرب المجرب”

“دبوس على الفاشلين”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى