د. أبو فرسخ يوضح .. انتهاء كورونا بسبب اللقاحات أم بسبب أوميكرون ؟

#سواليف

هل انتهى #وباء الكورونا نتيجة #اللقاحات أم نتيجة ظهور سلالة #اوميكرون؟

كتب .. د. #حسام_أبو_فرسخ

استشارى تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية- البورد الأمريكي
المختبرات الطبية الأولى

الإجابة على هذا السؤال مهمة للتاريخ. فشركات اللقاح الكبيرة تحب أن تعزى النجاح في القضاء على وباء كورونا الى اللقاحات. أما بعض الباحثين في وباء #كورونا يرجعون الفضل في ذلك الى ظهور سلالة #اوميكرون. وكل عنده وجهة نظره. وسوف أكتب في هذا المقال وجهة نظري العلمية المجردة والتي لا تعتمد على منافع مادية من أي من النظريتين.
بدأ #لقاح كورونا في الاستعمال التجاري في أواخر شهر ديسمبر من عام 2020 (أي بعد ظهور كورونا بحوالي 9 أشهر في العالم) كان وقتها العالم قد تخلص من الموجة الثانية من كورونا في ذلك العام. واقتصر توزيع اللقاح في البداية على الدول الغنية وخاصة الولايات و أوروبا. ولكن العالم رغم ذلك وخاصة في الدول المتقدمة دخل الموجة الثالثة والتي كانت قوية وكانت بسبب سلالة دلتا في النصف الأول من سنة 2021. بدا واضحا أن اللقاح يحمى لدرجة كبيرة من الإصابة الخطيرة ومن الوفاة ولكن بدا واضحا أن الإصابة السابقة من كورونا هي أكثر فعالية من جرعتي اللقاح (ظهر في عدة أبحاث عالمية. وكانت هذه صدمة حاولت بعض الشركات اخفاءها).

معظم #اللقاحات وزعت الى جميع دول العالم من شهر يونيو 2021 وحتى شهر ديسمبر 2021. ولكن مع ذلك بدا واضحا أن الكورونا تنتشر ومازالت تنشر بين العالم. وصلت نسبة من تلقحوا بالعالم الى حوالى 70% مع نهاية ديسمبر 2021. مع استحواذ الدول الغنية على معظم هذه اللقاحات بينما نسبة اللقاحات فى معظم دول افريقيا وفى بعض دول آسيا الفقيرة لم تصل الى 30% بل أن هناك أكثر من 35 دولة حول العالم نسبة التلقيح أقل من 20%. ونحن نعلم الان من تاريخ الوباء أن هذه النسبة لا تشكل #مناعة القطيع ولا يمكن ارجاع أن اللقاحات هي سبب نهاية الوباء. اذا ما الذى حدث لكى ينتهى الوباء؟
الذى حدث هو أنه في شهر نوفمبر 2021 وفى جنوب افريقيا بالتحديد حصل تطور مفاجئ في فيروس الكورونا في جسد رجل مصاب بالإيدز وأصبح هناك متحور جديد هو اومكرون. هذه السلالة الجديدة تميزت بالتالي: أنها أكثر بمائة مرة من سرعة العدوى من المتحور دلتا. وأن اصابتها أخف كثيرا (بالعشر) من متحور دلتا ونسبة وفيات أقل كثيرا من دلتا. فكانت أن اجتاحت العالم في بداية 2022 . اوميكرون تقريبا أصاب كل سكان العالم إصابة بين الخفيفة والمتوسطة (وكثيرين لم يشعروا فيها). وكانت ميزة فيروس اوميكرون أنه يدخل الخلايا بطريقة مختلفة عن دلتا مما يعطى الجسم القدرة على افراز أجساما مضادة لمحاربة فيروس كرونا بكافة أنواعه. فكان من نتيجة ذلك أن متحور اومكرون بقى هو السائد في العالم ولم يتحور الى سلالة جديدة كما كان يحصل من قبل. وأعطى معظم سكان العالم مناعة ضد الكورونا بكافة أنواعه لسنوات طويلة مما أدى الى تقليص أعداد الإصابة بالكرونا في كل أنحاء العالم سواء العالم المتقدم والذى بلغت فيه نسبة التلقيح الى أكثر من 90% أو العالم النامي والتي بلغت نسبة التلقيح في بعضه لا تزيد عن 20%,
لذلك أقول وبعد دراستي للمنحنيات الوبائية وتوزيع اللقاحات في العالم. وأقول للتاريخ الأمور الاستنتاجية التالية:
1- اللقاحات كانت فعالة في بداية الوباء في منع الإصابات الخطيرة والوفيات ولكنها فشلت الى حد كبير في أومكرون
2- اللقاحات لم تستطع أن تصل بالمجتمعات الى مناعة القطيع رغم أن نسبة الملقحين هي أكثر من 90% في بعض الدول
3- اومكرون بفضل سرعته الرهيبة في الانتشار وبخفة اصابته، استطاع أن يعطى كل العالم مناعة القطيع وأن ينهى الكرونا من هذا العالم بعدما استمر الوباء الى أكثر من سنتين. ولو لم تظهر سلالة اومكرون و ظهرت سلالات أخرى مشابهة لألفا ودلتا لزلنا حتى يومنا هذا نعانى وبشدة من وباء الكرونا.
4- لا أنصح بإعطاء جرعات أمعززة من لقاح الكرونا في الوقت الحاضر (الثالثة أو الرابعة أو الخامسة) لأنها ذات جدوى محدودة. ولا أنصح الحكومات بصرف قرش واحد على اللقاحات من الان وصاعدا.
وبالتالي هذا يرجعنا الى ما توقعناه في نهاية شهر نوفمبر 2021 من أن سلالة اومكرون هي #اللقاحالربانيالمجاني الذى أهداه الله للعالم للخلاص من هذا الوباء وأثبتت الأيام صدق هذا التوقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى