“دويلتي..”

“#دويلتي..”

مقال الأحد 30 – 1 – 2022

خاص سواليف

ماضٍ بمشروع استقلال حقيقي يخصّ دويلتي الصغيرة التي أحكمها وأدير شؤونها..بدأت ببنائها كما أريد، وأحيك استقلالها كما يحاك وشاح الصوف نفذة نفذة وخيطاً خيطاً..
في المنخفض الأخير استفدت من كل المياه الهاطلة فوق سطح دويلتي وحوّلتها إلى البئر الجمعي ، لم يسكب دلواً واحداً من الماء الا كان مستغلاً ويعرف طريقه إلى الحصاد، وجّهت مياه مزراب البلكونة الغربية نحو مزروعاتي البيتية؛ الفول والسبانخ والبصل والجرجير،والفجل … أحاول بمشروعي الاستقلالي هذا ، الا أعتمد على مياه السلطة قدر المستطاع ،مستفيداً من حصادي المائي أطول مدّة ممكنه..على صعيد استقلالي آخر ، قبل يومين أحصيت الأطباق التي على وجبه الإفطار فكانت سبعة أطباق صناعة بيتية ، لبن الرايب والزيت والزيتون والفول والمربّى والجبنة والفلافل، وأسعى جاهداً أن يكون غذائي كاملاً من إنتاجي مع صيف هذا العام ، لم أترك شبراً واحداً من الأرض بوراً ، لقد زرعت كل المساحات التي أملكها ..أخوتي وأنا زرعنا “السهم الشمالي” قمحاً ، وقمت بزراعة الحواكير بالكزبرة والبقدونس والفول والثوم والبصل والخس ،والزهرة، والرشاد والسبانخ..عندي كيس طحين كبير مركون في “التسوية”، وفرن مخصص للخبز، كما أحتاط على شوالين حطب للطوارىء ..ومونة جيدة من البرغل والعدس والحمص..وعندي دراجة هوائية أتنقل بها في المسافات القصيرة وأمارس عليها رياضتي..ولو أملك الإمكانيات اللازمة لشرعت بإنشاء مزرعتي دون تردّد ، من حلال وحمير وبغال ودجاج..ولهجرت الحياة المزيّفة وعشت الحياة الحقيقية التي تجعلني سيّد نفسي…لا يمكن أن نكون مستقلين بأفكارنا ومواقفنا السياسية ما لم نكن مستقلين اقتصادياً…”اللي أكله من فاسه شوره من راسه”..
الوظيفة جعلتنا عبيداً مسحوقين … لا تغرّكم الألقاب وربطات العنق هم عبيد مسحوقون أيضاً…

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى