دولة الرئيس… ظننتك مهاتير / راتب عبابنه

دولة الرئيس… ظننتك مهاتير
تحدث رئيس الحكومة بالأمس أمام ما يفترض أنه مجلس الرقابة والتشريع ويرصد خطوات الحكومة وقراراتها ويجيز منها ما بصالح الوطن والمواطن ويرفض أو يعدل ما يراه لا ينسجم مع الصالح العام، تحدث دولته بنبرة من حقق الإنجازات وتجاوز الأزمات واستقدم الإستثمارات التي حركت دورة الإقتصاد وخلقت فرص عمل للخريجين وغيرهم.
وأسلوبه في البيان الدفاعي يوحي وكأن الخير الوفير قد عم الأردن جراء نمطية نهجه وحكمته وتفانيه بوضع السياسات التي ترفع من مستوى عيش المواطن.
لقد طرح أرقاما بالإخراج الذي يخدم سياسته ونهجه المرسوم وهي أرقام رأيناها قد انعكست سلبا على المواطن الذي يفترض أن يكون هم الحكومة الأول، فلا أسعار انخفضت ولا اقتصاد تحسن ولا حياة اجتماعية استقرت. فما الذي يدعو للتفاخر والتباهي؟؟
وتحدث دولته حتى ظننته مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي عمل بإخلاصه على خفض نسبة الفقر من 95% إلى 5% ودون أن يلجأ للإقتراض الذي أصبح من مرتكزات حكومتنا الحالية. وقد حاول دعم مزاعمه بألفاظ لها سحرها على السامع يطمح من خلالها إثبات وجهة نظره مثل “غير مسبوق” و “لأول مرة” و “لا مثيل لها”.
لو سلمنا جدلا بطرح دولته، من الطبيعي أن ينعكس هذا التفاني على مستوى المعيشة للمواطن الأردني. هناك أسئلة واقعنا يعطينا الإجابة الشافية عليها وهي وثيقة الصلة بالسياسات الإقتصادية التي يسنها دولته.
هل دولتك خفضت نسبة البطالة المتصاعدة نتيجة للسياسات التي تتبناها؟؟
هل أصبح الأردن جاذبا أم طاردا للإستثمارات بعهدكم الميمون؟؟
هل الديون انخفضت أم ارتفعت جراء نهجكم على مدى أربعة سنوات؟؟
هل الجرائم وحالات الإنتحار والإعتداءات على رجال الأمن والدرك انخفضت أم زادت جراء ما أسميته دولتك بلغة الإقتصاد “تقشفا” ونحن نسميه “جباية”؟؟
هل وضعتم دولتكم برامج وخطط تختص باللاجئين لتبعد عنا شبح المنافسة بحيث لا يشكلوا عقبة أمام أبناء شعبكم عند البحث عن فرص عمل؟؟
هل أخذتم باعتباركم أن الأردن فقير بموارده ومياهه عندما فتحتم الباب على غاربه أمام اللاجئين السوريين؟؟
هل وضعتم خطة بديلة بحال لم تلتزم الدول المانحة ولكم تجارب مريرة مع هذه الدول؟؟
هل تمت زيادة رواتب القوات المسلحة بكافة صنوفها والموظفين ليحيوا حياة كريمة بدل حياة الكفاف؟؟
هل دخل المواطن قبل عهدكم باستطاعته تغطية نفس احتياجات الحياة ومتطلباتها بعد أن جثوتم على سدة الإدارة؟؟
من البديهي الذي يظهره واقعنا ستكون الإجابة عما سبق بالنفي القاطع. لذا رصيدكم دولة الرئيس من أسباب التفاخر صفرا وبإجماع سكان الأردن مطروحا منهم من استفاد من سياساتكم وقوانينكم. كما أن الثقة معدومة كما بين جلالة الملك في إحدى المناسبات. وسيستمر هذا الحال طالما أنكم ما زلتم تنتهجون نفس النهج الإستهتاري الذي ينتفع منه محاسيبكم ودائرتكم ومن يدور بفلككم.
أقسم بالله العظيم إذا لم تقنعوا المواطن بصدقكم ويلمسه واقعا، فإنكم تدفعون به نحو الثوران والفوضى والتصادم. نسأل الله أن يجنبنا ما يعكر صفونا ويهبنا من يحمل همنا.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى