دوا اعربّي / د. عبدالله البركات

دوا اعربّي

هو الطب الشعبي الذي كان يشكل الحل شبه الوحيد لكافة الامراض. ولم يمثل في الواقع حلاً في اكثر الحالات بل مشكلة. وبدأ الطب الحديث سيزحف الى ساحات الطب الشعبي ويخرجه منها شيئا فشيئا. ومع ذلك فمازال الطب الشعبي يطل برأسه كلما استعصى مرض على الطب الحديث. ولقد اختلط الطب الشعبي بالشعوذة والسحر مما أفقده بعض مصداقيته التي كانت له . كما كثر الرجوع الى ما يسمى بالطب النبوي وهو ما شكل مادة للمشعوذين والمتكسبين ممن يسمون بالشيوخ. فليس هناك طب نبوي بل هي ممارسات النبي صلى الله عليه وسلم في حالة مرضه وهي من امور الدنيا التي لا وحي بها بل اجتهادات بشرية محضة واتباع للمتداول في البيئة المكية. ومن يدعي ان انما يسمى بالطب النبوي هو وحي وتشريع يحرم عليه ان يلجأ الى غيره في العلاج. لأن ذلك يكون من تفضيل ما جاء به البشر على ما جاء به الوحي. ومع ذلك ترى معظم الذين يدعون الى اتباع الطب المسمى بالنبوي يلجأون اولاً للأطباء الحديثين. ثم انه لو كان الطب المسمى بالنبوي من الدين لكان شاملاً كاملاً لكل الامراض. فقد قال الله تعالى. (اليوم اكملت لكم دينكم. ) فكيف يكمل الدين ومعظم الامراض الخطيرة لم يرد علاجها في لا القران ولا في الحديث ان كان ذلك من الدين حقا .
ليس في القران الكريم ولا في الحديث الشريف شرح لطرق بناء الجسور والسدود ولا لتعبيد الطرق ولا لزراعة الباميا ولا الجوافة ولا لحراثة الارض وتسميدها ولا لتأبير النخيل ولا لمكافحة ذبابة الزيتون. ولا لعلاج السرطان ولا لعلاج الجذام والجدري ولا حتى للدغ العقارب والأفاعي. انتهوا خير لكم أيها المتكسبون بالدِّين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى