لم املك وانا اقرأ الاخبار وأتابعها عن حادثة الرحلة المدرسية في منطقة البحر الميت الا ان تتساقط دموع عيني، شأني شأن غالب الاردنيين والأردنيات والضيوف علينا في بلدنا كذلك، حزنا على هده الفاجعة التي ألمت بنا جميعا وليس باهاليهم فحسب.
ويزداد الالم حرقة ونحن نشاهد ان جل المتوفيين من ابنائنا وفلذات أكبادنا الأطفال، أطفال لم يعرفوا غير الحب والابتسامة، لا يمكن ان نسائلهم عن فرحتهم برحلة مدرسية أدت الى كارثة وطنية مؤلمة، ولا يمكن ان نجادلهم بتوخي الحذر في مثل هذه الظروف، فلا شيء ممكنا بايديهم البتة، ولا هم -حتما- مسؤولين عما حدث لهم.
يختلط لدينا الالم من ” مصيبة الموت” الجماعي بالغضب من عدم الأخذ بالاسباب التي يكون مؤداها هكذا مصيبة، فأين الدوائر المختصة بالبنية التحتية؟، وأين هي الجهات المعنية بمراقبة اداء المؤسسات المختصة؟، واين هي ادارات الإشراف على المؤسسات التعليمية؟ واين واين واين ….؟ أسئلة لطالما رددتها السنة المواطنين على الدوام !
ليست الحادثة الاولى التي تحصل في بدايات الشتاء او اثناء فصله، وكالعادة نسمع وعودا ونصدق – احيانا- ان هناك خططا جادة لمعالجة مثل هذه أسباب، وفي كل عام تتكرر هكذا حوادث بأشكال مختلفة، ومن حق كل مواطن أن يتساءل؛ أين تذهب الأموال التي ندفعها؟ أليس الاولى ان تصرف على إنشاء بنى تحتية مناسبة وإدارات متابعة فعالة تقينا هذه الفواجع!
غالبا سينتهي- للاسف- هذا الامر كما انتهت السابقات مثله كالعادة، لان هناك انخفاض في الشعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية لدى كثيرين ممن ابتلينا بهم، في مختلف درجات المسؤولية، ولا حول ولا قوة الا بالله.
وتكشف هذه المصائب ايضا عن معادن الرجال المخلصين من ابنائنا المواطنين وفي مقدمتهم رجال الدفاع المدني وغيرهم الذين ما تأخروا بالقيام بواجباتهم والتعبير عن معنى المواطنة والإنسانية التي يحملونها، مزجين الشكر والتقدير لهم.
واخيرا ؛ هل توقظ هذه الفجيعة بعض من ينامون على كراسي المسؤولية كما وصفهم جلالة الملك؟!
نسال الله الرحمة للمتوفين – وجلهم لم يجر عليه قلم الحساب- وندعوا الله بالشفاء للمصابين، وأحر العزاء لاهاليهم اولا ولكل المواطنين، واللهم لا تفجعنا باهلنا ومواطنينا وبلدنا.