دعوكم منا
دعوكم منا ومن أحلامنا … اعتبرونا تلك الكلاب التي تنبح وسيروا بالقافلة … فهي ليست أول قافلة ولا آخر قافلة تسلك طريق الحرير وتجوب الشام ، وتحمل بهارات الحزن وطيب الألم ، وحرير الوجع.
يالله أن يحفظكم لنا … فأنتم الحدث الكوني الذي لا يتكرر ، والمعجزة الوحيدة التي ما زالت تسيطر على الأزمنة ، والله أننا أدمناكم وأدمنا صوتكم وطلتكم وأدمنا حتى عهركم وفسادكم ، فدونكم كل الصباحات تصبح متأخرة وساعة الوقت تصبح متكسرة … لذا لا نملك سوى أن نصلي لله طويلا كي يملأ بفصيلتكم هذا العالم وأن يحفظ سلالتكم الفريدة.
دعوكم منا … ولا تشغلوا أنفسكم بنا، اعتبرونا كما اعتبرتمونا ….آخر همكم ، وسنقلب صفحاتكم ونفتح لكم صفحة جديدة أملؤها بما شئتم من هدر العمر أملؤها بأحلام عارية يغرينا شيطانها ودلعها وعهرها كلما تحرشت بأفكارنا الساذجة ، املؤها بما شئتم … فقد صار لدينا قدرة كبيرة على التحمل وعلى الشفاء من الخذلان والتعافي من الخيبات.
فنحن في كل مرة لا نملك إلا أن نفاضل بين موت وآخر ، ووجع وآخر ، كلها متعبة ومؤلمة ولكننا نواسي النفس المثقلة بالانكسارات بأن هذا الوجع أو ذاك الموت أفضل من الذي قبله ، ونعود في كل مرة لذاك اللحد المسكون بأوجاعنا وأحلامنا المتكسرة متعاطفين كل التعاطف مع جلادنا وجحيمه.
يالله أن تحفظ تكرار وجودهم وأن تبقي لنا صورهم ، فصورهم بالنسبة لنا دواء لحجم البؤس الخبيث ، وعلينا أن نأخذ هذا الدواء صبح مساء وعلى الريق وقبل الأكل وبعده وقبل النوم وعند الاستيقاظ رغم تأثيراته الجانبية.
يا أيتها الجماهير الطامحة …. كيف تريدون أن نغيرهم وأن نبدلهم وأن نأتي بغيرهم وقد أدمنا مشهد نزيف الزمن السائب في عمرنا واعتدنا الخنجر الصدئ للوجع.
Khaldon00f@yahoo.com
