“درب القلعة” !/ عبد المجيد المجالي

“درب القلعة” !
عبد المجيد المجالي

تعرفت إلى الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي منذ ثلاث سنوات تقريباً وصار بمثابة ابن الأم الحقيقي، ولطالما وقف هذا الرجل إلى جانبي ..صرنا نلتقي بشكل شبه يومي وفي اليوم الذي لا نلتقي نتواصل عبر الهاتف أو الفيسبوك.. حتى أن علاقته بالحجة “أمي” صارت أقوى من علاقتي به،وكثيراً ما تتواصل معه ويبحثان منشوراتي عبر الفيسبوك وسبل تطويقها .. أمي منحته تفويضاً عائلياً وقالت له “إذا شفت وجهه صَقَّع بزيادة امصع رقبته ” !

وكون السرطاوي مصدر الأخبار لمديرية الأمن العام فإنني كلما أردت الحصول على أخبار لنشرها على الموقع الذي أعمل له “سواليف” أكتفي بأن أرسل له رسالة مفادها “الحجة بتسلم عليك” فيفهم الرسالة ويزودني بما تيسر من أخبار .. حتى أن رسالة”أم عبد المجيد بتسلم عليك” صارت خطة عمل بين بعض الزملاء في المواقع الإخبارية .. يرسلوا له هذه الرسالة فلا يقصر معهم !

لكني ومنذ أحداث الكرك لم ألتقِ به ولم يرد على هاتفه إلا مرة ولم أشاهد منه سوى دموعه في جنازة زميله ورفيق دربه الشهيد البطل المقدم سائد المعايطة ،وأظن أن عامر لم يلتق بأبنائه حسام ووسام وكريم القادم إلى الحياة حديثاً، والأمر نفسه ينسحب على كل رفاقه في السلاح والفلاح..ومثل هذه الظروف تشعرك بقيمتهم .. تجعلك تشعر أن هذا الوطن ينام آمناً وشامخاً لأن الله حفظه بهم وحفظهم به ، وأن الذي تحمله أكتافهم هو الوطن لا الرتب !
قبل يومين اعتذرت من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا عليه فقضوا نحبهم،واليوم أود أن أعتذر من الذين صدقوا ما عاهدوا عليه وما زالوا ينتظرون وأقسم أن الفريقين ما بدلوا تبديلا !

مقالات ذات صلة

سامحونا أرجوكم.. ربما نزودها قليلاً ونربككم معنا لكننا لا نأمن بعد الله إلا بكم ،والأردني بالذات لم يستثمر في التجارة يوماً، لكنه استثمر في الأجهزة الأمنية فكان بيعه رابحاً ويريد أن يستمر هذا الربح !

سامحونا أرجوكم .. مهما اختلفنا مع الحكومات فلم ولن نختلف معكم يوماً .. ونكاد نكون الشعب الوحيد الذي لا يخاف من جيشه وإنما يخاف عليه ضمن إقليم ملتهب ومضطرب ،وأحياناً يدفعنا هذا الخوف لأن نعلمكم ما عليكم فعله رغم أنكم أهل العسكرية ونحن لا نعرف منها إلا طلتكم البهية .. يدفعنا حبنا لكم لأن ننسى بأن الحفاظ على الوطن لا بد أن يترك خسائر وراءه،لكن مهما كانت الخسائر ومهما كان السبب فإن الغلبة لكم باذن الله ولو كره المجرمون،وخيولكم كانت وما زالت وستبقى العاديات ضبحا والموريات قدحا والمغيرات أبدا !
إلى عامر ورفاقه :

في الكرك يرددون عبارة شعبية تقول “درب القلعة” وهي دعوة تصل إلى حد تمني الموت لمن تقال له ،والعبارة مرتبطة بحقبة من الزمن كانت قلعة الكرك معتقلاً وكان مصير من يصلها الإعدام شنقاً أو أن يلقى به من فوق أسوارها !

“درب القلعة” لكل الطامعين بهذا الوطن، الذين لا حق لهم ولو بشبرٍ منه.. “درب القلعة” لكل من أقنعته فرق الضلالة والظلام أن من يضرب وطنه ويروع أبناء شعبه يتقرب بذلك من خالقه،هؤلاء الجهلة لم يقرأوا سيرة نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ ولم يعرفوا أن الله حول القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة لأن رسول الله منها وأحبها حباً شديداً كما ينبغي للإنسان أن يحب وطنه ! “درب القلعة ” لكل الذين شبعوا من خبز الوطن فعابوه وكل الذين اعترف بهم فأنكروه.. “درب القلعة” لداعش ومن والاها ،ودرب الخلود لكم ولوطن يعتلي أكتافكم !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى