سواليف
كشفت مجلة مصرية النقاب عن أسماء 63 سجينة مصرية طلب “سيف الدين مصطفى”، خاطف الطائرة المصرية إلى مطار لارنكا في الأسبوع الماضي، الإفراج عنهن، ناقلة عن إحدى قريباته، وهي كاتمة أسراره، تأكيدها أنه لم ينتخب الرئيس محمد مرسي، وبرغم ذلك رفض بشدة رحيله من غير صندوق الانتخابات.
المفاجأة فجّرتها مجلة “آخر ساعة”، وهي مجلة حكومية أسبوعية مطبوعة، تصدر عن مؤسسة “أخبار اليوم”، ويرأس مجلس إدارتها “ياسر رزق”، الإعلامي المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في عددها الصادر الأربعاء 6 نيسان/ أبريل الحالي، بمانشيت يقول: “انفراد.. أسماء 63 سجينة طلب خاطف الطائرة الإفراج عنهن”.
وفي الموضوع المثير، التقت المجلة مع “منى”، ابنة شقيقة “سيف الدين”، التي قالت إنها كاتمة أسراره، وذكرت فيها تفاصيل جديدة، وصفتها المجلة بأن “أقلها .. أكثر أهمية من مشهد خالها مرتديا حزامه الوهمي”، فيما وصفته “منى” بأنه كان مدافعا عن القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وكشفت أن أجهزة الأمن استولت على مذكراته، وأكد جيرانه أنه مسالم ووديع للغاية، وأكدت شقيقته أنه كان مثقفا ومحبا للقراءات التاريخية، والحقوقية، ومتابع بدقة للأوضاع في مصر.
الشهادة الخطيرة من “منى”
ووفق “آخر ساعة”، قالت منى (28 عاما) إن خالها “سيف الدين” هاتفها من قبرص يوم الأربعاء (بعد الحادث بيوم واحد)، وأبلغها أن تكون المتحدثة الرسمية بلسانه، مؤكدة أنها تعتبر بمثابة “خزانة أسراره”، التي لا يعرفها حتى باقي أفراد عائلته.
وفي المكالمة التي لم تتجاوز مدتها الدقيقة، قال لها نصا: “لو حصل لي أي حاجة اتكلمي باسمي”.
وتتابع: “بينما كنت في عملي علمت بخبر اختطاف الطائرة المصرية (إيرباص 320).. أبلغني أحد أقاربي، وصدمني الخبر، فخالي لم يكن أبدا شخصا عنيفا أو إرهابيا كما يصفه البعض، فأنا أقرب إليه من الجميع وأعرف إمكاناته جيدا، وفيما يفكر.. هو إنسان مثقف للغاية، يقرأ في كل المجالات، وملم بالسياسة إلى أقصى حد، ومتابع جيد للقنوات الإخبارية، حيث يهتم بكل أخبار العالم، وليس الأخبار المصرية فقط”.
وأضافت أن “سيف الدين”، كان مرتبطا بشقيقته فكرية (والدة منى)، لذا فإنه في الفترات التي كان فيها خارج السجن، كان يقيم في بيتها، وهو عبارة عن شقة صغيرة في طابق أرضي داخل بلوك 19 بمساكن أطلس حلوان الشعبية، حيث كانت له غرفة مستقلة بحمام تضم جهاز تليفزيون ومرتبة صغيرة هي سريره، وفي هذا المكان البسيط كان يقضي معظم وقته متابعا للقنوات الإخبارية.
أكدت “منى” أن خالها سجن مرات عدة، في قضايا تزوير، لكنها تؤكد أن جميعها كان هدفه من ورائها السفر إلى قبرص للقاء زوجته مارينا باراشكو (طليقته حاليا) وأبنائه الأربعة، وفي كل مرة كان يتم ضبطه بتهمة التزوير، ويقضي فترة العقوبة، ليعاود الكرة مجددا، حتى آخر مرة سجن فيها بسجن وادي النطرون، وخرج من السجن إبان أحداث ثورة يناير 2011 لكنه بعد شهور سلَّم نفسه، وقضى باقي العقوبة، وبالتالي لا توجد أي أحكام، ولا اتهامات أخرى ضده حتى تاريخ اختطافه الطائرة، حسبما تقول.
“ما يصحش مرسي يمشي من غير الصندوق”
ونفت “منى” – التي تقول إنها كانت صديقته برغم فارق السن بينهما – أن يكون لخالها أي علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدة أنه “لم تكن له أي انتماءات سياسية أو حزبية، كما أنه كان يكره جماعة الإخوان، لكنه في الوقت ذاته كان يحترم رأي الشعب، لذلك لم ينتخب محمد مرسي رئيسا في انتخابات 2012، وكان يقول لي: “أنا رافض مرسي.. لكن طالما الناس انتخبوه ما يصحش يمشي من غير الصندوق.. أي حاكم حتى السيسي ما ينفعش يترك الحكم إلا بإرادة شعبية”.
كما نفت “منى” ما نشرته بعض المواقع الإخبارية من أن خالها كان شخصا سكيرا وقالت: “لم أره يوما يشرب أي خمور أو مخدرات، لكنه كان يدخن السجائر”.
وأضافت: “لمَّا يكون مخنوق من حاجة كان بيدخن بشراهة، وكان ممكن يشرب علبتين سجاير أو ثلاثة في وقت قصير”.
أجهزة الأمن استولت على مذكراته
وكشفت أن خالها كتب مذكراته على مدار سنوات عدة في حوالي 200 ورقة “فلوسكاب”، عبارة عن عدة فصول كل فصل عن مرحلة معينة من حياته، وأنها الوحيدة التي اطلعت عليها، وكانت بحوزتها، حيث كان يستأمنها عليها، لكن كل أوراقه الشخصية بما فيها هذه المذكرات أخذتها الشرطة حين داهمت منازل جميع أقاربه عقب الحادث الأخير، مضيفة :”في مرة قال لي إن مذكراته دي هي قصة حياته، وإذا حصل له أي حاجة أوصلها لأي جريدة أو قناة عشان ينشروها”.
وتابعت :”خالي كتب قصة حياته بالتفصيل.. حكايته مع زوجته القبرصية وأولاده ومعاناته في الحياة والسجون عشان يشوفهم، وكان ناوي يكتب آخر فصل عن مرحلة الطفولة في حياته، ولما كلمني من قبرص بعد الحادث الأخير عرف أن الأمن تحفظ على المذكرات، وقال لي: مش مشكلة، لأن كان كل همه في الاتصال يطمئن علينا”.
كان متعصبا للقضية الفلسطينية
وفيما فضلت “منى” عدم إفشاء الجوانب المتعلقة بحياته الخاصة مع زوجته القبرصية، إلا أنها رأت أن ترد على “مارينا باراشكو”، التي قالت في تصريحات للصحف القبرصية إن “سيف الدين” كان متعصبا للقضية الفلسطينية، وإنه قتل ثلاثة إسرائيليين حيث كان عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها الراحل ياسر عرفات.
لكن “منى” – التي أكدت صحة انضمامه للمنظمة – قالت: “قرأت من بين ما كتبه، وسبق أن حكاه لي أنه كان عضوا بارزا في “منظمة التحرير”، التي لها مكاتب في دول مختلفة، وكان له اسم كودي (حركي) بخلاف اسمه الحقيقي، وتدرب على حمل السلاح، وحين تميز في ذلك أصبح مدربا للآخرين”. لكنها نفت أن يكون خالها شارك في قتل أي شخص من قبل، وترى أنه كان مناضلا ومدافعا عن القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني.
أسماء 63 سجينة يطالب بإطلاق سراحهن
وفي الوقت الذي تحدثت فيه التحقيقات عن تقدم “سيف الدين” بمطالب في أثناء اختطافه الطائرة ضمت بيانا مكتوبا بأسماء 63 سجينة في مصر، طالب بالإفراج عنهن نظير تحرير الركاب الرهائن، قالت “آخر ساعة” إنها حصلت على نسخة من هذه الأوراق – تنشر للمرة الأولى على مستوى الصحافة العالمية – إذ أكدت ابنة شقيقته أنه سلمها نسخة منها قبل أيام من مغادرته القاهرة، وسفره إلى الإسكندرية، وأن هذه الأوراق لم تكن ضمن الأوراق التي تحفظت عليها قوات الأمن من منازل أقاربه بعد الحادث.
وتضمنت الأوراق صورة ضوئية بها أسماء 63 سيدة وفتاة مصرية للإفراج عنهن، هي كالتالي: الدكتورة بسمة رفعت، ورجاء عمارة، وسامية شنن، ويسرا الخطيب، وأسماء حمدي، وآلاء السيد، وهنادي أحمد محمود، ورفيدة إبراهيم، وعفاف أحمد عمر، وأسماء سيد صلاح، وسلوى حسنين، وصفاء حسين هيبة، وآية حجازي، وأميرة فرح، وهيام علي علوي، وإيمان مصطفى، وعلياء عواد، وهبة قشطة، وأسماء عبد العزيز شحاتة، ونجلاء العمروس، وإسراء خالد، وشيماء أحمد سعد، وآية مسعد، وسارة محمد رمضان، وآية عصام، وروضة خاطر، وسارة حمدي السيد، وإسراء فرحات، وفاطمة أبو ترك، وحبيبة شتا، وخلود الفلاحجي، وفاطمة عياد، وماهينور المصري، وإسراء الطويل، وغادة متولي، وبشرى أبو ضياء، ونجوى سعد، وأسماء محمد رضوان، وسارة محمود رزق، ورواء مندور، وحسناء متولي، وروضة مندور، وهالة عبد المغيث، وهالة صالح، وشروق عبد النبي، وأسماء حسن، وفاطمة جمال حسن، ورقية إبراهيم محمد، ونجلاء طه، ودعاء نبوي، وهاجر محمود، وغادة خلف، ونورهان محمد علي، وسوزان مصطفى، ورنا عبد الله، وسارة عبد الله، وماجدة عاطف، وأسماء صبحي، ونجاة بيومي، ورحمة عزت، وسحر عامر، وهانم أحمد، وجميلة سرى الدين.
وفي نهاية حديثها أكدت “منى” أن خالها أخطأ باختطاف الطائرة، وأردفت: “بالتأكيد أخطأ.. وأخطأ في حق البلد كله، لكن في الوقت نفسه أكيد كان عنده دوافع تبرر تصرفه لأن كل إنسان له طاقة.. وخالي ظل حوالي 24 سنة عايش على أمل إنه يشوف أولاده، ورغم أنه تواصل مع جهات كتير في الدولة عشان يقدر يحل مشكلته ماكنش فيه نتيجة”، على حد قولها.
شقيقته: قارئ وحقوقي ومثقف وطيب للغاية
أما شقيقة “سيف الدين”فكرية مصطفى (56 عاما)، وهي والدة “منى”، فقالت: في أوائل السبعينيات، وقبل وفاة والدي ووالدتي، كنا نعيش في منطقة “غمرة”، وفي عام 1976، ونتيجة تدهور البيت بسبب “عفشة (دورة) المياه” انتقلنا للإقامة هنا في مساكن أطلس، وبعدها بفترة عدنا إلى غمرة، وحين توفى والدي عام 1996 عادت أمي إلى حلوان مرة أخرى”.
تفتح صندوق ذكرياتها فتقول: “سيف الدين لا علاقة له بالإرهاب، ولم يكن له أي انتماء سياسي أو حزبي”.
وعن هواياته خلال السنوات الأخيرة ، تقول: “كان يحب الأفلام الأفرنجي (الأجنبية)، ويرى أن الأفلام العربي “عبيطة”، وكان يحب قراءة كتب التاريخ والقصص البوليسية وكتب القانون وحقوق الإنسان، وكان حريصا على قراءة الصحف يوميا، مشيرة إلى أنه التحق في قبرص بكلية الحقوق لكنه لم يكمل الدراسة حتى السنة الأخيرة من الكلية.
وشددت فكرية أيضا – بحسب “آخر ساعة” – على أن شقيقها شخص طيب للغاية، ومسالم جدا، على حد وصفها.
الجيران: مسالم وهادئ
أحاديث الجيران كانت ضرورية لاستكمال الصورة، بحسب “آخر ساعة”.
“عربي إبراهيم” شاب ثلاثيني، صاحب مغسلة سيارات على مسافة خطوات من منزل خاطف الطائرة، قال: “كنا نعرفه باسم “صفوت”، وماكنش متواجد كتير هنا، لكن عموما كان شخص طيب، وفي حاله، ومش بتاع مشاكل.. كان بيسلم علينا، وهو معدي من قدام المغسلة، وواضح فعلا أن الدافع الأساسي لخطف الطيارة أنه كان نفسه يشوف عياله”.
فيما قال محمد حيدر (صاحب مكتب أفراح في المنطقة): “كنت بشوفه لما بييجي هنا عند أخته، كان شخصا محترما جدا، وشكله ابن ناس، ونزيه في ملابسه، لكن معرفش حقيقة أنه كان نصابا أو مزورا”.
وفي عمارة “سيف الدين” نفسها، قال الشاب بولا أشرف (طالب جامعي): “لم يكن دائم التردد على المكان هنا، يعني بالكتير مرة كل شهر.. رأيته رجلا محترما مش بتاع مشاكل، ولا خناقات، وكان محدود العلاقات، ومالهوش صداقات مع حد في الشارع”.
(المصدر: عربي21)